الفتاوى

الحج والأضحية

رقم الفتوي: 3923

تاريخ النشر: 6 نوفمبر,2018

نقل الأضاحي خارج بلد إقامة المضحي

السؤال

فتوى 140 (7/25) الحكم في نقل الأضاحي خارج بلد إقامة المضحي   السؤال: يتجه كثير من المسلمين في أوروبا إلى إرسال أضاحيهم إلى خارجها، بما يُخشى منه أن يؤدي إلى زوال هذه الشعيرة من حياة المسلمين في الغرب، فهل يمكن للمجلس الأوروبي أن يصدر فتوى أو توجيهًا يؤدي إلى الحفاظ على أداء هذه الشعيرة، مع الإبقاء على إمكانية إرسال الأضاحي للمحتاجين خارج أوروبا؟ الجواب: الأضحية شعيرة تعبدية، والأصل في باب العبادات رعاية التوجيهات الشرعية والتزامها، وقد فسرت السنة أحكام الأضحية ودلت على ما ينبغي امتثاله بشأنها، فصحت السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يذبح أضحيته بنفسه، وحث الناس على ذلك، ووقت لها وقتًا محددًا، ووضع لها صفة مخصوصة، وجعل من شعيرتها أن يَطعم صاحبها وأهله منها، كما يَعرف فيها للفقراء نصيبَهم، وأبان عن كونها من شعار عيد الأضحى وأبرز معالمه، بل إن تسمية العيد اتصلت بها، ولا يخفى ما تذكر المسلمين به من الرمزية في قصة إبراهيم الخليل عليه السلام عندما أمر بذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله بذبح عظيم. وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها أنه كان يذبحها في المصلى بعد صلاة العيد والناس يشهدون؛ من أجل إشهار هذه الشعيرة وإبراز أثرها في الناس، وكان المسلمون يعدون أضاحيَهم ويسمنونها قبل العيد لتكون حين يأتي …

الإجابة

فتوى 140 (7/25)

الحكم في نقل الأضاحي خارج بلد إقامة المضحي

 

السؤال: يتجه كثير من المسلمين في أوروبا إلى إرسال أضاحيهم إلى خارجها، بما يُخشى منه أن يؤدي إلى زوال هذه الشعيرة من حياة المسلمين في الغرب، فهل يمكن للمجلس الأوروبي أن يصدر فتوى أو توجيهًا يؤدي إلى الحفاظ على أداء هذه الشعيرة، مع الإبقاء على إمكانية إرسال الأضاحي للمحتاجين خارج أوروبا؟

الجواب: الأضحية شعيرة تعبدية، والأصل في باب العبادات رعاية التوجيهات الشرعية والتزامها، وقد فسرت السنة أحكام الأضحية ودلت على ما ينبغي امتثاله بشأنها، فصحت السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يذبح أضحيته بنفسه، وحث الناس على ذلك، ووقت لها وقتًا محددًا، ووضع لها صفة مخصوصة، وجعل من شعيرتها أن يَطعم صاحبها وأهله منها، كما يَعرف فيها للفقراء نصيبَهم، وأبان عن كونها من شعار عيد الأضحى وأبرز معالمه، بل إن تسمية العيد اتصلت بها، ولا يخفى ما تذكر المسلمين به من الرمزية في قصة إبراهيم الخليل عليه السلام عندما أمر بذبح ابنه إسماعيل، ففداه الله بذبح عظيم.

وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها أنه كان يذبحها في المصلى بعد صلاة العيد والناس يشهدون؛ من أجل إشهار هذه الشعيرة وإبراز أثرها في الناس، وكان المسلمون يعدون أضاحيَهم ويسمنونها قبل العيد لتكون حين يأتي وقتها على أكمل الصفات وأتم الهيئات، ويسن عند ذبحها أن يصرح المضحي بتعيين من قصد بالتضحية عنه، كنفسه وأهله، ويسمي ويكبر ويدعو.

وذلك يبين أن الأصل في التضحية أن تكون في بلد المضحي، فما تقدم ذكره من الشرائع والسنن لا يمكن تنفيذ معظمه إلا بذلك، وتوكيل الثقات الأمناء بالتضحية في غير بلد المضحي جاز استثناء من أجل تلبية حاجة أشد، وتغليبًا لمصلحة الفقراء، وهذا مع جوازه فلا يُترك به الأصل، وإنما تراعى المحافظة على الأصل بالتضحية في بلد المضحي للحِفاظ على هذه الشعيرة، وبخاصة في أوروبا، لما فيها من إبراز الخصائص التعبدية للمسلمين، وتنفيذ الشرائع والسنن المتصلة بها، وتنشئة الأجيال على معرفة وحفظ هذه الشعيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق