الفتاوى

الزواج والعلاقة الزوجية

رقم الفتوي: 4306

تاريخ النشر: 7 نوفمبر,2018

رعاية الزوجة في مرضها لضيوف زوجها

السؤال

فتوى 10 (10/1) رعاية الزوجة في مرضها لضيوف زوجها   السؤال: إذا مرضت الزوجة وأحبت أن تتوقف الزيارات لزوجها خلال فترة مرضها، فهل تلزم رغمًا عنها، بتقديم القِرى لضيوف زوجها؟ الجواب: المذاهب الأربعة لا توجب على الزوجة المسلمة خدمة زوجها نفسه، إلا إذا قامت بذلك متبرعة من باب مكارم الأخلاق، ولو شكا زوج زوجته إلى المحكمة الشرعية الملتزمة ببعض هذه المذاهب لم تجبر المرأة على خدمة الزوج. فإذا كان هذا مقررًا في شأن الزوج؛ فأولى ألا تُلزم المرأة بخدمة ضيوف زوجها وتقديم القرى لهم حتى في حالة مرضها. والمذهب الذي نطمئن إليه ونفتي به هو وجوب عمل المرأة في البيت خدمة لزوجها ولأولادها، وهذا من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها، ومن العدل في توزيع الحقوق والواجبات على الطرفين {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228]. فالرجل يعمل ويكدح خارج البيت ليعول أسرته، والمرأة تعمل داخل البيت لخدمة الأسرة. وقد كانت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تخدم بيتها كنسًا وطحنًا وعجنًا.. الخ، واشتكت إلى أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها وزوجها أن يستعينا بذكر الله تعالى من التسبيح والتحميد والتكبير على القيام بمهمتهما في الحياة([1]). وإذا كانت المرأة تعمل في الخارج، كما يعمل الرجل فالعدل أن يعاونها الرجل بخادمة تساعدها أو …

الإجابة

فتوى 10 (10/1)

رعاية الزوجة في مرضها لضيوف زوجها

 

السؤال: إذا مرضت الزوجة وأحبت أن تتوقف الزيارات لزوجها خلال فترة مرضها، فهل تلزم رغمًا عنها، بتقديم القِرى لضيوف زوجها؟

الجواب: المذاهب الأربعة لا توجب على الزوجة المسلمة خدمة زوجها نفسه، إلا إذا قامت بذلك متبرعة من باب مكارم الأخلاق، ولو شكا زوج زوجته إلى المحكمة الشرعية الملتزمة ببعض هذه المذاهب لم تجبر المرأة على خدمة الزوج.

فإذا كان هذا مقررًا في شأن الزوج؛ فأولى ألا تُلزم المرأة بخدمة ضيوف زوجها وتقديم القرى لهم حتى في حالة مرضها.

والمذهب الذي نطمئن إليه ونفتي به هو وجوب عمل المرأة في البيت خدمة لزوجها ولأولادها، وهذا من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها، ومن العدل في توزيع الحقوق والواجبات على الطرفين {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228].

فالرجل يعمل ويكدح خارج البيت ليعول أسرته، والمرأة تعمل داخل البيت لخدمة الأسرة. وقد كانت فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تخدم بيتها كنسًا وطحنًا وعجنًا.. الخ، واشتكت إلى أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرها وزوجها أن يستعينا بذكر الله تعالى من التسبيح والتحميد والتكبير على القيام بمهمتهما في الحياة([1]).

وإذا كانت المرأة تعمل في الخارج، كما يعمل الرجل فالعدل أن يعاونها الرجل بخادمة تساعدها أو بنفسه ما استطاع، ولا سيما إذا كانت أمًا لأطفال.

ومن هنا لا ينبغي للرجل أن يثقل على زوجته بالضيوف، وخصوصًا في فترة مرضها، فقد اعتبر الشرع الإسلامي المرض ظرفًا مخففًا في أحوال كثيرة، فأعفى المريض من الجهاد إذا وجب {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} [النور: 17].

ورخص للمريض في رمضان أن يفطر ويقضي الأيام التي أفطرها بعد رمضان عندما تواتيه العافية {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].

وأجاز للمريض أن يصلي كيف استطاع قائمًا أو قاعدًا أو على جَنْبٍ([2])، وطلب من الأئمة في صلاة الجماعة أن يخففوا فإن وراءهم الضعيفَ والمريضَ وذا الحاجة([3]).

وينبغي للمسلم الشرقي عامة والعربي خاصة أن يراعي ظروف زوجته الغربية عمومًا وأنها لم تتعود في حياتها ولا في بيت أبيها استقبال الضيوف بهذه الكثرة التي تعودها العرب وأمثالهم من الشعوب، كما على المرأة الغربية التي دخلت الإسلام أن تقدر ظروف زوجها وما نشأ عليه، وأن من أخلاق الإسلام أن يكرم الرجل ضيفه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”([4]).([5])

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1])     كما في البخاري (رقم: 2945، 3502، 5046، 5959)؛ ومسلم (رقم: 2727)، من حديث علي بن أبي طالب.

([2])     أخرجه البخاري (رقم: 1066)، من حديث عمران بن حصين، قال: كانت بي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، فقال: “صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ”.

([3])     أخرجه البخاري (رقم: 90)؛ ومسلم (رقم: 466)، من حديث أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرِكَ الصلاة مما يُطَوِّل بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشدَّ غضبًا من يومئذ، فقال: “أيها الناس، إنكم مُنَفِّرون، فمن صلى بالناس فليخَفِّف، فإن فيهم المريض، والضعيف، وذا الحاجة”.

([4])     متفق عليه: أخرجه البخاري (رقم: 5672، 5785، 5787، 6110)؛ ومسلم (رقم: 47)، من حديث أبي هريرة.

([5])     ولتنظر في المعنى: الفتوى (3/1) من فتاوى المجلس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق