البيانات الختامية

البيان الختامى للدورة السابعة عشر

البيان الختامي
للدورة العادية السابعة عشرة
للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث المنعقدة بمدينة سراييفو بدولة البوسنة والهرسك
في الفترة من: 28 ربيع الآخر – 2 جمادى الأولى 1428هـ الموافق لـ 15-19 أيار (مايو) 2007م
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أمّا بعد. فقد انعقدت بتيسير الله وتوفيقه الدّورة العادية السابعة عشرة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في مدينة سراييفو – دولة البوسنة والهرسك، في الفترة من الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر حتى الثاني من جمادى الأولى سنة 1428هـ، الموافق للخامس عشر حتى التاسع عشر من شهر أيار (مايو) سنة 2007م، برئاسة سماحة الشيخ الدكتور العلاّمة يوسف القرضاوي رئيس المجلس وبحضور أغلبية أعضائه وعدد من الضيوف والمراقبين.
وحيث إن هذه الدورة وافقت مرور عشر سنوات على تأسيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، فقد جرى افتتاح أعمالها بحفل كبير عقد في (مركز الملك فهد الإسلامي) وشارك فيه إضافة إلى أعضاء المجلس عدد كبير من الضيوف من علماء البوسنة والمشيخة الإسلامية، وعدد من العلماء من بلاد شتى، كما مثل الحكومة البوسنية معالي وزير حقوق الإنسان وشؤون اللاجئين السيد صفوت خليلوفيتش، وحضره ممثلون عن المجموعات الدينية في البوسنة، اليهودية والمسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية، وعدد من ممثلي بعض البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية، وضيوف آخرون من الشعب البوسني.
واشتمل الحفل على عدد من الكلمات لبعض الضيوف والحضور رحبت بالمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث وأشادت بدوره المهم وإنجازاته للمسلمين خلال السنوات العشر المنصرمة من عمره، من جملتها كلمة لسعادة ممثل الحكومة البوسنية الوزير صفوت خليلوفيتش، وكلمة ترحيبية لسعادة الدكتور عبدالعزيز العقيلي مدير مركز الملك فهد، وكلمة المجامع الفقهية لفضيلة الأمين العام المساعد لمجمع البحوث بالأزهر الدكتور علي عبدالباقي، وكلمة لسعادة رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الأستاذ شكيب بن مخلوف، وكلمة الضيوف لفضيلة الدكتور أحمد العسال، ثم كلمة معبرة لفضيلة مفتي البوسنة والهرسك الدكتور مصطفى تسيريتش، كما اشتمل الحفل على بعض الفعاليات المعبرة عن الابتهاج بهذه المناسبة.
وختم بكلمة رئيس المجلس سماحة الإمام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، بين فيه ما للمجلس من دور كبير في تبصير المسلمين في أوروبا بدينهم، وما قدمه خلال السنوات العشر من أعمال لتحقيق هذا الغرض. كما تعرض في كلمته إلى عموم رسالة الإسلام، وما للحوار مع غير المسلمين من الأثر في بناء علاقات تقوم على التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم، خصوصاً أهل الكتاب، الذين يلتقون مع المسلمين في أصل الإيمان بالله، ومبادئ الأخلاق، والعدل. بل دعاهم إلى العمل مع المسلمين في إطار هذه الكليات المشتركة.
ثم توالت أعمال المجلس لهذه الدورة، حيث بدأت بندوة علمية حول موضوع (المسلمون في أوروبا: المواطنة والاندماج)، عُرض فيها ثمانية عشر بحثاً في هذا الموضوع، وتخللت العروض مناقشات وتعقيبات واسعة، وقد توزعت البحوث على خمسة محاور:
المحور الأول: الإطار الشرعي للمواطنة والاندماج.
واستعرض فيه البحثان التاليان:
1 – الإطار العقدي والمقاصدي للمواطنة والاندماج. للدكتور يوسف القرضاوي.
2 – الولاء بين الدين والمواطنة. للشيخ عبدالله بن بية.
وانتهت خلاصة البحثين إلى أن مواطنة المسلمين في المجتمع الأوروبي واندماجَهم فيه أمر مشروع من حيث المبدأ، تسعه مقاصد هذا الدين، إذ هذه المواطنة تمثل جسراً بين العالم الأوروبي والعالم الإسلامي مما يعود على العلاقة بين الطرفين بالخير. ولا يتعارض اندماج المسلمين مع مبدأ الولاء والبراء، فهذا إذا ما أعيد إلى معناه الأصلي الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة فإنه لا يكون معارِضاً لمواطنة المسلمين وتفاعلهم مع المجتمع الأوروبي.
المحور الثاني: الواقع الأوروبي مسرحاً للمواطنة.
واستعرضت فيه البحوث التالية:
1 – حقوق الأقليات غير المسلمة في الدولة العثمانية. للشيخ مصطفى ملا أوغلو.
2 – التجربة التاريخية للاندماج من خلال مدرسة الغازي خُسْرَو بك. للدكتور مصطفى تسيريتش.
3 – واقع الوجود الإسلامي بأوروبا. للدكتور محمد الهواري.
شرحت هذه البحوث واقع المسلمين في أوروبا من حيث العدد والنمو والأوضاع العامة، وأن وجودهم يتطور في كيفه نحو الثبات والاستقرار، وأورد البحث الأخير دراسة إحصائية عن عدد المسلمين في أوروبا الذي يبلغ ما يزيد عن 37 مليوناً، وأكد أن الإسلام أصبح حقيقة واقعية أحد مكونات المجتمع الغربي.
وطالب المناقشون بإنجاز المزيد من البحوث العلمية الميدانية الإحصائية للواقع الأوروبي بصفة عامة، ولواقع المسلمين بصفة خاصة، وذلك ليتم تحقيق الاندماج على بينة من معرفة الواقع المراد معالجته، كما قُدِّم في هذا المحور تجربة تاريخية لاندماج غير المسلمين في المجتمع الإسلامي كما تم في الدولة العثمانية، وكما قامت به المدارس الإسلامية في بلاد البلقان، واستخرجت من هذه التجربة ما يمكن أن يُستهدى به في الاندماج المستقبلي.
المحور الثالث: الأهداف المستقبلية للاندماج والمواطنة.
واستعرضت فيه البحوث التالية:
1 – أثر اندماج المسلمين في أمريكا الشمالية. للدكتور جمال بدوي.
2 – المواطنة في ديار غير إسلامية بين النافين والمثبتين. للدكتور صلاح سلطان.
3 – الشراكة الحضارية مدخلاً للاندماج. للدكتور عبدالمجيد النجار.
ورأت البحوث المُدرجة في هذا المحور أن الاندماج المعني هو الاندماج الإيجابي. وانتهى بعضها إلى أن هدف المشاركة الحضارية على معنى الانخراط في التنمية الحضارية أخذاً وإعطاءً من شأنه حين يُصبح ثقافة للمسلمين، أن يُيسر الاندماج الإيجابي والمواطنة الصالحة.
وقد أكدت المناقشات والتعقيبات على أن اندماج المسلمين ينبغي أن يكون اندماجاً فاعلاً، يقدمون لمجتمعهم الخير المادي والمعنوي، ولكن سُجلت مداخلاتٌ كثيرة تُظهر قصور المسلمين إلى حد الآن في هذا الشأن، وغفلتهم عن هذا الهدف الذي هو أحد المداخل المهمة للاندماج.
المحور الرابع: قواعد وضوابط الاندماج.
واستعرضت فيه البحوث التالية:
1 – السياسات الأوربية ودورها في اندماج المسلمين (بالإنجليزية). للدكتور مَوْريتس بِيرخَر.
2 – قواعد الاندماج الإيجابي. للشيخ حسين حلاوة.
3 – المسلم مواطناً في أوروبا. للشيخ فيصل مولوي.
ولاحظت البحوث المقدمة في هذا الشأن أن الاندماج موضوع البحث محفوف بالمزالق، وأنه مُعرض إلى أن ينتهي بالذوبان كما حدث في تجارب سابقة للمسلمين؛ لذلك ينبغي أن تُحدَّد للاندماج ضوابط وقواعد تسير به في مساره الوسط المُنتج، وتعصمه من الانعزال أو الذوبان، وقد عرضت البحوث في هذا المحور عدداً من الضوابط والقواعد في ضبط الاندماج، ومنها:
أ – تحديد معنى الاندماج المطلوب، وتحديد محتواه، بحيث يتميز عما يُراد منه من قبل بعض الجهات حيث تعني به الذوبان. وقد دعا في هذا الصدد بعض المشاركين إلى أن يسعى المجلس إلى التحاور مع المؤسسات الأوروبية للاتفاق على مفهوم مشترك للاندماج.
ب – أن يكون مُقيّداً بالمحافظة على خصوصية المسلم الممثلة في العقيدة والشعائر والأخلاق والأحكام الشرعية خصوصاً ما كان منها قطعياً، وأن تكون المرونة فيه في سياق ما هو قابل للاجتهاد من أحكام الدين.
ج – أن يتم من خلال احترام القوانين التي تُنظم المجتمعات الأوروبية. وأُشير في هذا الصدد إلى أن هذه القوانين فيها سعة للاندماج الإيجابي ولكنها غير مستثمرة من قبل المسلمين.
د – أن يكون مبنياً على أساس من البحث العلمي للواقع الأوروبي.
هـ – أن يقوم على استثمار الفرص والإمكانات الكثيرة المُتاحة في المجتمع الأوروبي.
و – أن يكون قائماً على أساس من الحوار المستمر مع مُكونات المُجتمع الأوروبي الثقافية والسياسية والاجتماعية.
المحور الخامس: سُبُل الاندماج وآلياته.
واستعرضت فيه البحوث التالية:
1 – المسلمون بأوروبا بين واجب المواطنة وحفظ الهوية. للدكتور أحمد جابالله.
2 – حكم مشاركة المسلمين في مجتمعات الأقليات اجتماعياً وسياسياً. للدكتور حمزة بن حسين الشريف.
3 – الدور الدعوي في تحقيق المواطنة. للشيخ متولي موسى.
4 – دور الحوار في المواطنة والاندماج. للشيخ راشد الغنوشي.
5 – دور الأسرة المسلمة في الاندماج. للشيخ سالم الشيخي.
6 – المواطنة من خلال مبدأ تزكية وإصلاح الجماعة. للدكتور أحمد علي الإمام.
7 – دور المنظمات الإسلامية في الاندماج. للأستاذ شكيب بن مخلوف.
وانتهت البحوث في هذا المحور إلى أهمية القيام بوظيفة الدعوة في تحقيق الاندماج الإيجابي، ونَبّهت إلى أن تكون مراعية لمقتضيات الواقع الأوروبي، مشيرة إلى الأخطاء الكثيرة الحاصلة اليوم في هذا الشأن، ومُوجِّهة إلى وجوب تلافيها.
كما نبهت البحوث إلى وجوب تأكيد الاهتمام بالتعريف بدين الإسلام وأسسه وقيمه لدى أهل الغرب؛ توطئة لقبولهم اندماج المسلمين بصفة إيجابية. وأن من أهم آليات الاندماج وأسبابه: تزكيةَ الفرد والجماعة المسلمة؛ وذلك للارتقاء به وبها إلى مستوى المثالية والقدوة في المجتمع الأوربي.
ومن سُبُل الاندماج الإيجابي الاعتناء بالدور المهم لمؤسسة الأسرة، إذ هي المحضن الذي يتربى فيه الفرد على هويته الإسلامية، وعلى العلاقة بمجتمعه الذي يعيش فيه بالتفاعل المثمر. كذلك هي المحضن الأول لتمكين صفة المواطنة الصحيحة المقتضية احترام المُجتمع والسعي في تحقيق مصلحته، مع بذل الجهد في تأهيل الأسرة المسلمة لتقوم بدورها الفاعل في القيام بدور الاندماج الإيجابي.
وتأتي سائر المحاضن المؤثرة في تكوين شخصية المسلم، كالمدرسة الإسلامية، والمركز، والمسجد، والنادي، جميعها في سياق التأهيل لاندماج إيجابي في المجتمع الأوروبي.
كذلك أوردت البحوث وكثير من المناقشات أهمية المنظمات الإسلامية في أوروبا في الاندماج الإيجابي، وذلك بدءًا بالتوعية بالمفهوم الصحيح للاندماج، والتمكين لثقافة “المؤسسة” في المسلم الأوروبي، إذ هذا المجتمع الذي يعيش فيه مجتمع مؤسسي، ولا يمكن الاندماج فيه إلا من خلال هذه الثقافة التي تمكِّن المسلم من التعامل مع المجتمع تعامل المشاركة المنتجة التي هي باب مهم من أبواب المجتمع. ولا يخفى ما للمؤسسات من دور مهم في الانفتاح على المجتمع الأوروبي فيعرَّف من خلالها بالإسلام وقيمه، وتكون جسراً بينه وبين المسلمين في أوروبا، وهذا سبب لتحقيق الاندماج الفاعل.
لقد تناولت البحوث السابقة المقدمة في هذه الندوة، وما تخللها من المناقشات والتعقيبات، أغلب جوانب موضوع الاندماج والمواطنة، ومع ذلك فقد بقيت بعض المسائل في هذا الموضوع لم تحظ بما يكفي من البيان، من ذلك مسألة البعد القانوني والفلسفي للاندماج والمواطنة، فلم يزل قابلاً للبحث لتكتمل جميع جوانبه.
ثم تتابعت أعمال هذه الدورة، لتتناول بعض ما ورد المجلس من استفتاءات، وصدرت عنه الفتاوى بخصوصها.
وأعطى المجلس فقرة خاصة للاعتناء بموضوع (الأهِلَّة)، وذلك من أجل إصدار صيغة مناسبة تدفع عن المسلمين في أوروبا العنت وتحد من الاختلاف الذي يتكرر وروده كل عام، خصوصاً في بدء شهري رمضان وشوال، وتم تناول ذلك بأبحاث خاصة في الموضوع، وهي حسب ما يلي:
1 – تعيين أوائل الشهور القمرية بين الرؤية والحساب. للدكتور محمد الهواري.
2 – ثلاث مسائل حول الهلال. للشيخ عبدالله الجديع.
3 – السبب الشرعي لوجوب صيام رمضان: هل هو دخول الشهر أم رؤية الهلال؟ للشيخ فيصل مولوي.
4 – رؤية علمية وتربوية حول رؤية الأهلة. للدكتور صلاح سلطان.
وبناء على ما جرى استعراضه ومناقشته في هذه الدورة، فإن المجلس يصدر ما يلي:
أولاً: القرارات
قرار 1/17
المواطنة ومقتضياتها
تم استعراض ومناقشة عدد من البحوث العلمية في قضية المواطنة، وحيث إن المجلس قد أصدر قراراً سابقاً (قرار 3/16)، فإنه خلص إلى توكيده، مع إضافة ما يلي:
الصواب صحة المواطنة في غير ديار الإسلام سواءٌ للمسلم الأصلي أم المتجنس، وأدلة المانعين إما صحيحة لا تدل على المنع أو أحاديث غير صحيحة لا يعتد بها في الاستدلال الفقهي.
ورأى أن المواطنة لا تخالف الولاء الشرعي، إذ لا يلزم من وجود المسلم في غير ديار الإسلام الالتزام بما يخالف دينه من مقتضيات المواطنة، كالدفاع عنها إذا اعتدي عليها، والأصل أن يكون المسلمون في مقدمة من يدفع الضرر عن بلده، كما لا يحل له أن يشارك في أي اعتداء تقوم به بلده على أي بلد آخر سواء كان إسلامياً أم لا.
ومن واجبات المواطنة التعايش واحترام الآخر، والتزام القيم الأخلاقية كالعدالة والتعاون على الخير، والنصح من خلال القوانين السائدة لإصلاح ما يضر البلاد أو العباد.
قرار 2/17
تحديد مفهوم الاندماج ومقتضياته
مما تحصَّل من الأبحاث والمناقشات التي تناولت موضوعات الدورة، قرر المجلس ما يلي:
إن سياسات “الاندماج” المتبعة في الدول الأوروبية تتراوح بين اتجاهين:
اتجاه يغلّب جانب الانصهار في المجتمع ولو أدّى ذلك إلى التخلي عن الخصوصيات الدينية والثقافية للفئات المندمجة.
واتجاه آخر يرى ضرورة الموازنة بين مقتضيات الاندماج ومقتضيات الحفاظ على الخصوصيات الثقافية والدينية.
ويرى المجلس أن الاتجاه الثاني هو الذي يعبّر عن الاندماج الإيجابي، الذي يجب أن تحدد مقتضياته بوضوح: أن مقتضيات اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية مسؤولية مشتركة بين المسلمين أفراداً ومؤسسات من جانب، وبقية المجتمع الأوروبي أفراداً ومؤسسات من جانب آخر. وإن من أهم مقتضيات الاندماج التي تُطلب من المسلمين، التي لا حرج فيها عليهم، بل إن الإسلام يحث عليها، ما يلي:
أ – ضرورة معرفة لغة المجتمع الأوروبي وأعرافه ونظمه، والالتزام تبعاً لذلك بالقوانين العامة، في ضوء قوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود( [المائدة: 1].
ب – المشاركة في شؤون المجتمع والحرص على خدمة الصالح العام، عملا بالتوجيه القرآني: )وافعلوا الخير لعلكم تفلحون( [الحج: 77].
ج – العمل على الخروج من وضع البطالة؛ ليكون المسلم فاعلاً منتجاً يكفي نفسه وينفع غيره، عملاً بالهدي النبوي الشريف: “اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقة، واليد السفلى هي السائلة” (متفق عليه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما).
وإن من أهم مقتضيات الاندماج التي نرجو أن يحققها المجتمع:
أ – العمل على إقامة العدل وتحقيق المساواة بين جميع المواطنين في سائر الحقوق والواجبات، وبالخصوص حماية حرية التعبير والممارسة الدينية، وكفالة الحقوق الاجتماعية وعلى رأسها حق العمل وضمان تكافؤ الفرص.
ب – مقاومة مظاهر العنصرية والحدّ من العوامل المغذية لمعاداة الإسلام، وخصوصاً في مجال الإعلام.
ج – تشجيع مبادرات التعارف الديني والثقافي بين المسلمين وغيرهم بما يحقق التفاعل بين أبناء المجتمع الواحد.
ولتحقيق الاندماج الإيجابي المتوازن:
ـ يدعو المجلس المسلمين إلى العمل على حفظ شخصيتهم الإسلامية دون انغلاق وانعزال أو تحلل وذوبان في المجتمع، وإلى إقامة المؤسسات الدعوية والتربوية والاجتماعية اللازمة لذلك.
ـ ويدعو المجتمعات الأوروبية، وخصوصاً الهيئات المعنية بقضية الاندماج، إلى الانفتاح على المسلمين والتواصل مع المؤسسات الإسلامية، كالمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، لدراسة مقتضيات الاندماج وتيسير السبل المحققة له، بما يفيد المجتمع ويدعم استقراره وازدهاره، وبما يمكّن المسلمين من الحفاظ على هويتهم الإسلامية الأوروبية.
قرار 3/17
تشكيل لجنة لمتابعة ملف الاندماج
قرر المجلس تشكيل لجنة من أعضائه لمتابعة ملف الاندماج سواء للمسلمين أم للجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.
قرار 4/17
إثبات دخول الشهور القمرية
استعرض المجلس مجموعة من الأبحاث بخصوص هذا الموضوع، وقرر بعد المناقشات المستفيضة ما يلي:
1.               أن الحساب الفلكي أصبح أحد العلوم المعاصرة التي وصلت إلى درجة عالية من الدقة بكل ما يتعلق بحركة الكواكب السيارة وبخاصة حركة القمر والأرض ومعرفة مواضعها بالنسبة للقبة السماوية، وحساب مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في كل لحظة من لحظات الزمن بصورة قطعية لا تقبل الشك.
2.               أن لحظة اجتماع الشمس والأرض والقمر أو ما يعبر عنها بالاقتران أو الاستسرار أو المحاق لحظة كونية تحصل في لحظة واحدة، ويستطيع علم الفلك أن يحسب وقتها بدقة فائقة بصورة مسبقة قبل وقوعها لعدد من السنين، وهي تعني انتهاء الشهر المنصرم وابتداء الشهر الجديد فلكياً. والاقتران يمكن أن يحدث في أي لحظة من لحظات الليل والنهار.
3.               يثبت دخول الشهر الجديد شرعياً إذا توافر ما يلي:
أولاً)      أن يكون الاقتران قد حدث فعلاً.
ثانياً)     أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس ولو بلحظة واحدة مما يعني دخول الشهر الجديد، وهو قول قال به علماء معتبرون ويتوافق مع الظواهر الفلكية المعتبرة.
ثالثاً)      اختيار موقع مكة المكرمة الجغرافي أساساً للشرطين المذكورين.
4.               على البلاد الأوروبية أن تأخذ بهذه القاعدة في دخول الشهور القمرية والخروج منها وبخاصة شهرا رمضان وشوال وتحديد مواعيد هذه الشهور بصورة مسبقة، مما يساعد على تأدية المسلمين عباداتهم وما يتعلق بها من أعياد ومناسبات وتنظيم ذلك مع ارتباطاتها في المجتمع الذي تعيش فيه.
5.               يوصي المجلس أعضاءه وأئمة المساجد وعلماء الشريعة في المجتمعات الإسلامية وغيرها بالعمل على ترسيخ ثقافة احترام ما انتهى إليه القطعي من علوم الحساب الفلكي عندما يقرر عدم إمكانية الرؤية، بسبب عدم حدوث الاقتران، أن لا يُدعى إلى ترائي الهلال، ولا يقبل ادعاء رؤيته.
6.               سيصدر المجلس – إن شاء الله – تقويماً سنوياً يحدد بداية الشهور القمرية ونهايتها استناداً إلى هذا القرار.
ثانياً: الفتاوى
فتوى 1/17
المطلوب لبناء مجتمع إسلامي في بلاد الغرب
السؤال: ما هي الطريقة السليمة للمحافظة على المجموعة المسلمة هنا في قريتنا في الغرب حيث يوجد 3 أشخاص من طلبة العلم لكنّهم غير حريصين على واجبهم بينما الأقلية الإسلامية بما فيها أنا ليس لديها العلم الكافي.
الجواب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق