الأخبارمميز

البيان الختامي للمؤتمر العالمي للمواقيت

البيان الختامي للمؤتمر العالمي للمواقيت

البيان الختامي للمؤتمر العالمي للمواقيت WhatsApp Image 2021 10 09 at 11

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فقد انعقد بفضل الله وتوفيقه المؤتمر العالمي للمواقيت في الفترة من 19 – 20 صفر 1433 الموافق 26 – 27 أيلول 2021 بمدينة إسطنبول بتركيا، الذي نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وبمشاركة عدد من المؤسسات والمراكز الإسلامية الأوروبية كمؤسسة ملي جروش، والمركز الإسلامي في آخن، ومجلس مسلمي فرنسا، ومسجد باريس، وعدد من الاتحادات والروابط الإمامية الأوروبية، ومجموعة من الأئمة ومدراء المراكز والجمعيات الإسلامية في الغرب.

ونظرًا لظروف جائحة كورونا فقد شارك عدد من الأئمة والدعاة والمعنيين بملف المواقيت في الغرب عبر تقنيات التواصل الشبكي.

وقد تشرف المؤتمر بحضور أصحاب الفضيلة:

الأستاذ الدكتور/ علي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركية

الأستاذ الدكتور/ عبدالرحمن حاجقلي رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية التركية

الشيخ العلامة/ على محيي الدين القره داغي الأمين العام لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجلس اللأوروبي للإفتاء والبحوث

الأستاذ الدكتور/ صهيب حسن القائم مقام رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

الأستاذ الدكتور/ حسين حلاوة الأمين العام للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

الأستاذ الدكتور/ أكرم كلش الرئيس السابق للمجلس الأعلى للشؤون الدينية التركية

وقد انعقد المؤتمر بعد عمل مستدام للجنة العلمية والذي بدأ في الثاني عشر من شهر مارس/ آذار 2016م، بعد الندوة العلمية التي نظمتها لجنة الفتوى بألمانيا وكان موضوعها: «حساب مواقيت الصلاة في ألمانيا» ومدى إمكانية توحيد درجتها الحسابية، والتى شاركت فيها رئاسة الشؤون الدينية التركية وعدد من أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والمراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب، وجمعية ملي جروش في ألمانيا، ثم حملت رئاسة الشؤون الدينية التركية من بعدها راية المشروع مع المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ونسقت مع المعنيين بالملف من الفقهاء والفلكيين والأئمة ومسؤولي المراكز الإسلامية في الغرب فشكلت اللجنة العلمية واجتمعت سبع مرات ونظمت ندوة مختصة في المركز الإسلامي بآخن عام 2018م، كما شكلت فريقًا للرصد من الفقهاء والفلكيين، حيث قام بثلاث رحلات رصدية: الأولى في مدينة برلين بألمانيا، والثانية في مدينة براج بالتشيك، والثالثة في محافظة بُولُو بتركيا، ولم تكن ظروف الطقس والموقع مناسبة للرصد في المرتين الأوليين، وكانت أنسب في الثالثة لهذا سجل في تقرير عمل اللجنة بالتفصيلة.

ثم قامت اللجنة بجمع التقاويم وطرق حساب مواقيت الصلاة المنتشرة والمعمول بها على الساحة الأوروبية وقامت بتقييمها ودراستها وتحليل أوجه النقص أو الخلل فيها، ثم طلبت اللجنة في إعلان رسمي منشور تقديم مقترحات ومشروعات لحل إشكالية المواقيت وفق معايير حددتها، وقد قدم إلى اللجنة ستة مشروعات متكاملة وبعد لقاءات مطولة وتقييم للمشروعات من جميع الجوانب انتهت إلى ترجيح مشروع تم عرضه ومناقشته في المؤتمر، وقد سُبق المؤتمر بلقاء موسع ضم عددًا من الأئمة ومدراء المراكز الإسلامية في الدول الاسكندنافية عبر تقنية التواصل الشبكي وقد عرض عليهم المشروع واستمعت اللجنة إلى ملاحظاتهم ثم عدلت مشروعها وفق ما ورد في هذا الاجتماع.   

وقد افتتح المؤتمر بآيات من الذكر، تلتها كلمة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن حاجقلي، تلتها كلمة الأستاذ الدكتور صهيب حسن، تلتها كلمة الشيخ الأستاذ الدكتور علي القره داغي ثم ختمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة الأستاذ الدكتور علي أرباش رئيس الشؤون الدينية التركية.

ثم تتابعت جلسات المؤتمر، حيث قدم فضيلة الأستاذ الدكتور علي القره داغي ورقة تأصيلية وتأطيرية حول مقاصد المواقيت وحكمها، مركِّزًا على فقه الميزان  مقاصد التيسير والوحدة ورفع الحرج وضرورة أن يكون مشروع اللجنة العلمية للمؤتمر سبيلًا لتقليل الخلاف وسببًا في رفع الحرج عن المسلمين على الساحة الأوروبية.

ثم قدم الدكتور خالد حنفي عضو اللجنة العلمية ورقة بحثية تناول فيها التأصيل الشرعي لمشروع اللجنة، تضمنت الإجابة على الإشكالات التي يمكن أن ترد على المشروع وفقا لما تم التوصل إليها في لقاء ستارزروغ وما بعده.

ثم عرض الدكتور عزير أزورتك عضو اللجنة العلمية المشروعات والمقترحات التي قدمت للجنة العلمية للمؤتمر وقارن بينها موضحًا الأبعاد الفلكية والجداول العملية للمشروع.

ثم قدم الدكتور أنيس قرقاح عضو اللجنة عرضًا حول آفاق تنزيل المشروع وسبل تقليل الخلاف على الساحة الأوروبية.

ثم فتح باب الحوار والمناقشة للمشروع مع المشاركين عن قرب وعن بعد في اليوم الأول والثاني للمؤتمر

وانتهى المؤتمر إلى القرارات والتوصيات الآتية:

  1. اعتماد مشروع اللجنة العلمية في صنع التقاويم (مواقيت الصلاة)، والذي يعتمد طريقة ثلث الليل الشرعي وتتخلص فيما يلي:
  • لا يجوز إهمال العلامات الشرعية لأوقات العبادات إلا مع مشقة لا تتحمل. واقتصر في التقدير على الأزمان التي فيها المشقة. 
  • الفجر هو -كما تم قبوله في اجتماع سترازبرغ- بياض معترض في الأفق الشرقي- يدخل لما اقتربت الشمس إلى الأفق ب 18- درجة. 
  • العشاء يدخل وقتها بغيبوبة الشفق الأحمر في الأفق الغربي، وهي تتحقق بنزول الشمس تحت الأفق ب 17 درجة.
  • يقدر لوقت الفجر والعشاء في الفترة التي تغيب فيها العلامات بالتقدير على ثلث الليل الشرعي، يُعتمد في حساب الثلث في يوم لم تحدث علامة الفجر فيه على آخر يومٍ حدثت فيه العلامة
  • يقدر لوقت الفجر والعشاء إذا وجدت العلامات وكان في الالتزام بها حرج ومشقة غير معتادة بأن دخل وقت العشاء أو الفجر بعد ثلث الليل الشرعي.
  1. تشكيل لجة مصغرة من الفلكيين لمتابعة تطبيق المشروع، والعمل على إعداد مواقيت الصلاة ونشرها، ولتكون في تواصل دائم مع المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب فيما يتعلق بتطبيق المشروع وتنزيله في الأقطار والمدن.
  2. متابعة تطبيق المشروع فيما فوق 60 درجة، ورصد وتقييم الإشكالات الناتجة عن التطبيق وتعديلها.
  3. يتم حساب المواقيت وفقًا للمعايير التالية:

يعتمد المشروع في جوهره على حساب العشاء والفجر على معيار ثلث الليل الشرعي، وحساب أقل مدة الليل والنهار على خمس ساعات. وعلى حسب تلك المعايير يصير حساب المواقيت كما يلي:

الظهر: في حالة طلوع الشمس يحدد وقت الظهر على حساب وقت الزوال أي بإضافة خمس دقائق إلى الاستواء ، وفي حالات لم تطلع الشمس فيها يقدر وقت الظهر بإضافة خمس دقائق إلى مرور الشمس من خط الطول(meridyen)  حسب دورة الشمس اليومية.

العصر: يعمل بالوقت الحقيقي (إذا صار ظل  كل شيء مثله سوى فيء الزوال)  مادام وجود علامته، وفي حالات عدم وجود علامته يحدد وقت الظهر وقتًا له.  وفي خطوط العرض العليا في شهور الشتاء رغم تقارب وقت الظهر والعصر لم يقدر  له وقت آخر لعدم وجود المشقة.

الشروق والغروب: يعمل بالوقت الحقيقي أي: الشروق والغروب الحقيقين ما دام مدة اليل والنهار العرفيين (بين الشروق والغروب) لا يقل عن 5 ساعات، أما اذا وقع النهار تحت خمس ساعات يقدر  مدة الليل والنهار على أن يكون وقت الظهر  في المنتصف.

العشاء: يقسم الليل الشرعي وهو ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق إلى ثلاثة أقسام ويضاف ثلثه إلى وقت المغرب ثم ينظر: إذا تأخر الوقت الحقيقي للعشاء (وهو وقت نزول الشمس تحت الأفق 17 درجة) يقدر وقت العشاء على حسب ثلث اليل الشرعي، أما إذا تقدم الوقت الحقيقي على ثلث الليل يعمل بالوقت الحقيقي.

الفجر/الإمساك: يقسم الليل الشرعي وهو ما بين غروب الشمس وطلوع الفجر الصادق إلى ثلاثة أقسام ويضاف إلى ثلثه مدة تقابل الدرجة الواحدة (17 جزءا من ثلث الليل الشرعي في هذا اليوم)  ثم يطرح المجموع (الثلث وما يقابل الدرجة) من لحظة طلوع الشمس ويحدد بذلك الفجر. هذا إذا دخل الوقت الحقيقي للفجر قبل الوقت المقدر، وفي العكس يعمل بالوقت الحقيقي.

ملاحظة: الأوقات المقدرة يجب أن لا تتعارض مع حركة الشمس الطبيعية. وعلى هذا يجب ألا يكون الإمساك وشروق الشمس قبل وقتهما في 21 يونيو ، ولا ينبغي أن يتأخر المغرب والعشاء عن وقتهما في 21 يونيو. معيار 21 يونيو يزيد عدد التقديرات  في بعض الأماكن على معيار ثلث الليل الشرعي .  ومع ذلك  فإن التقدير أقل من المقترحات الأخرى.

  1.  إنشاء صفحة على شبكة الانترنت لتسهيل الحصول على المواقيت وفق ما قرره المؤتمر
  2. إطلاق تطبيق هاتفي مجاني لمعرفة أوقات الصلاة في مدن العالمية وفق معايير اللجنة العلمية.
  3. تنظيم اللجنة العلمية عددا من اللقاءات على الساحة الأوروبية للتعريف بالمشروع والإجابة على الأسئلة والإشكالات التي ترد على تطبيقه في بعض المناطق.
  4. يؤكد المؤتمر على ما قررته المجامع الفقهية من مشروعية الجمع بين الصلاتين في الفترة التي يقع فيها الحرج والمشقة الشديدة على أداء الصلاة وفق المشروع المعتمد.
  5. يوصي المؤتمر السادة الأئمة والدعاة ومدراء المراكز والمؤسسات الإسلامية في الغرب وعموم المسلمين إلى وحدة الصف وجمع الكلمة وتجنيب المسلمين تعدد المواقيت ونظم حساب الصلاة على نحو يشكك الناس في عبادتهم ويوقعهم في الحرج ولا يعكس الصورة الحضارية العالمية للإسلام.

 وقد قدم الحضور الشكر الجزيل لتركيا رئيسا وحكومة وشعبًا على استضافة المؤتمر، ولرئاسة الشؤون الدينينة التركية، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، واللجنة العلمية، وكل من بذل جهدًا أو وقتا لإتمام هذا المشروع وإخراجه للنور.

والله تعالى نسأل أن يوفقنا لجمع الكلمة ووحدة الصف وعمل الخير وخير العمل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.ل

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق