الأخبارمميز

بيان المجلس “حول تصريحات الرئيس الفرنسي”

بيان المجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث

“حول تصريحات الرئيس الفرنسي”

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين..

وبعد،

فإن “المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث” قد فوجئ، كما فوجئ المسلمون في العالم بتصريح الرئيس الفرنسي، والذي اتهم فيه “الإسلام” بأنه يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على “فرنسا” التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية، وإذ يستنكر المجلس ويدين بشدة ويرفض مثل هذه التصريحات ليؤكد على ما يلي

  • لطالما أكد المجلس في كل بياناته ودوراته التي عقدها على حث المسلمين في أوروبا على العيش المشترك والاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها دون فقدانٍ لهويتهم ، والإسهام في رقيّ وتقدم وأمن هذه المجتمعات ، وذلك انطلاقا من إيمانهم بالله تعالى رب الجميع وبأواصر الأخوة الإنسانية وما بينها من قواسم مشتركة رغم تنوعها الثقافي والحضاري، وقد أسهم المجلس في هذا الأمر إسهامات مشهودة ، وعقد دورات وندوات وله في ذلك إصدارات وأبحاث عديدة؛ لتوعية المسلمين في هذا الشأن.

 

  • إن مثل هذه التصريحات لتعتبر شوكة قوية في مسار هذا الإندماج والتفاعل الإيجابي للمسلمين ، وهي اعتداء على مشاعر ما يقارب ملياري مسلم حول العالم، وعلى عشرات الملايين منهم في أوروبا، وإهانةٌ لهم، وجرحٌ لمشاعرهم، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على روح التسامح والتعاون والوئام داخل المجتمعات.

 

  • إن المفهوم المعتدل للعلمانية لا يقبل مبررا لسن “قوانين” من شأنها الانقضاض على أهم حقوق الإنسان وحرياته وهما الحرية الشخصية والدينية، أو التدخل لدى أصحاب الديانات لإرشادهم كيف يفهمون دينهم ، وكيف يطبقونه.

 

  • وإن التجاوزات في سلوك بعض المسلمين أو غيرهم بما لا يتفق ومتطلبات العيش المشترك لا يكون مبررا لحرمان الملايين من المسلمين في فرنسا من حقوقهم المشروعة. فاحترام التنوع والمحافظة على الحريات هو الأساس المتين والضمان الأكبر للوحدة الوطنية والأمن العالمي .

 

  • وفي الختام: فإن المجلس يهيب بالمسلمين في فرنسا خاصة وفي أوروبا والعالم أجمع أن تكون مطالبتهم بحقوقهم المشروعة ومعارضتهم لأي قانون يؤدي إلى عزلتهم عن مجتمعهم بالوسائل السلمية والقانونية ، قولا وعملا ، في إطار الديمقراطية وبالأسلوب الحضاري، وأن يكونوا مثل خير للإسلام العظيم، وحضارته المعطاءة . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

والحمد لله رب العالمين،،،

18 صفر1442هـ الموافق 05/10/ 2020م

الشيخ الدكتور/ حسين حلاوة

الأمين العام

الشيخ الدكتور/ صهيب حسن

رئيس المجلس

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق