الفتاوى

السياسة

رقم الفتوي: 4087

تاريخ النشر: 7 نوفمبر,2018

موقف المجلس من الثورات العربية

السؤال

موقف المجلس من الثورات العربية   استعرض المجلس ما يجري في عدد من البلاد العربية من ثورات شعبية سلمية تطالب برفع الظلم وتوفير أجواء الحرية وإصلاح الأوضاع المتردية في كثير من جوانب الحياة، وذلك انطلاقاً من أن واجب الحكومات أن تكون ممثلة لشعوبها، نائبة عنها في رعاية مصالحها، لا أن تكون عاملة على إهدارها وتضييعها، وبعد أن اجتمع المجلس لمناقشات مستفيضة في هذا الصدد فقد قرر ما يلي: أولاً: يشعر المجلس بالأسى العميق، والحزن الكبير لما يلاقيه كثير من إخواننا في عدد من البلدان العربية من ظلم وجور وتسلط حكوماتهم عليهم بتوجيه قواتها وجيوشها ومقدراتها للمنادين سلمياً بالقضاء على الفساد، والمطالبين بالحرية. ويستشعر المجلس أن هذه الدماء التي تسيل كل يوم، والممتلكات التي تدمر، والحرمات التي تنتهك، هي وصمة عار على تلك الحكومات أفقدتها مصداقيتها وشرعيتها أمام شعوبها وأمام العالم أجمع. ثانياً: يثمن المجلس جهود الشباب المشاركين في هذه الثورات الذين برهنوا على المستوى الحضاري والأخلاقي الذي بهر العالم في قدرتهم على الانضباط وتحمل المسؤولية والتزام المطالبة السلمية، مما دل على شدة حبهم لأوطانهم، وحرصهم على مصلحتها. ويتوجب عليهم أن يظلوا حريصين على سلمية ثورتهم، وأن يوحدوا رؤاهم ومطالبهم بما يحقق الهدف الذي قاموا من أجله، ويكونوا حذرين من الدسائس التي تحاك لهم لتفريق كلمتهم، أو لسرقة ثمار جهودهم. ثالثاً: …

الإجابة

موقف المجلس من الثورات العربية

 

استعرض المجلس ما يجري في عدد من البلاد العربية من ثورات شعبية سلمية تطالب برفع الظلم وتوفير أجواء الحرية وإصلاح الأوضاع المتردية في كثير من جوانب الحياة، وذلك انطلاقاً من أن واجب الحكومات أن تكون ممثلة لشعوبها، نائبة عنها في رعاية مصالحها، لا أن تكون عاملة على إهدارها وتضييعها، وبعد أن اجتمع المجلس لمناقشات مستفيضة في هذا الصدد فقد قرر ما يلي:

أولاً: يشعر المجلس بالأسى العميق، والحزن الكبير لما يلاقيه كثير من إخواننا في عدد من البلدان العربية من ظلم وجور وتسلط حكوماتهم عليهم بتوجيه قواتها وجيوشها ومقدراتها للمنادين سلمياً بالقضاء على الفساد، والمطالبين بالحرية. ويستشعر المجلس أن هذه الدماء التي تسيل كل يوم، والممتلكات التي تدمر، والحرمات التي تنتهك، هي وصمة عار على تلك الحكومات أفقدتها مصداقيتها وشرعيتها أمام شعوبها وأمام العالم أجمع.

ثانياً: يثمن المجلس جهود الشباب المشاركين في هذه الثورات الذين برهنوا على المستوى الحضاري والأخلاقي الذي بهر العالم في قدرتهم على الانضباط وتحمل المسؤولية والتزام المطالبة السلمية، مما دل على شدة حبهم لأوطانهم، وحرصهم على مصلحتها. ويتوجب عليهم أن يظلوا حريصين على سلمية ثورتهم، وأن يوحدوا رؤاهم ومطالبهم بما يحقق الهدف الذي قاموا من أجله، ويكونوا حذرين من الدسائس التي تحاك لهم لتفريق كلمتهم، أو لسرقة ثمار جهودهم.

ثالثاً: يتوجه المجلس إلى قادة الأمة وزعمائها في البلاد التي لم تصبها شرارة هذه الثورات والتحركات، بأن عليهم الإسراع في دفع عجلة الإصلاح الحقيقي، والحرص على تقوية أواصر التلاحم مع شعوبهم؛ استبقاء لمقدراتها، وأداء للأمانة التي تحملوها تجاهها، حتى لا ينفرط العقد فيخسرون مواقعهم، وتخسر أوطانهم وشعوبهم، مستيقنين أن الإصلاح ما زال ممكنا إذا خلصت النيات وصحت العزائم وقويت الرغبة.

رابعاً: إن ما حدث في العالم العربي قد ألقى بظلاله على الوجود الإسلامي في الغرب من حيث تعطل أو اضمحلال الدعم الذي يصل إلى المسلمين في الغرب، ومن حيث انشغال عدد كثير من العاملين من إخوانهم في شئون بلدانهم عما كانوا يقومون به من أعمال لمصلحة وجودهم في الغرب. وانطلاقاً من هذا، فإن المجلس يتوجه إلى المسلمين القادرين بدعم إخوانهم في الغرب بكل ما من شأنه تثبيت وجودهم، وإصلاح أحوالهم، وإعانتهم على الاستمرار في رسالتهم في هذه المجتمعات الغربية التي أصبحوا جزءًا منها. كما يطالب العاملين المخلصين المقيمين في هذه البلدان بمضاعفة الجهود لتمكين إخوانهم من الاندماج الراشد الذي يحافظ على الثوابت والقيم الأصيلة، والتعايش مع من حولهم فتنتفع بهم البلدان التي استوطنوها.

خامساً: يثمن المجلس دور الشعوب والأنظمة الأوروبية التي ساندت الشعوب العربية في مطالبها المشروعة، ويؤكد على أهمية مناصرة القيم الإنسانية الداعية إلى تأكيد حق هذه الشعوب العربية في تقرير مصيرها دون وصاية من غيرها.

وفي ختام أعمال هذه الدورة، يؤكد المجلس على ما اعتاد أن يوصي به المسلمين عامة، والمقيمين في أوروبا خاصة، بالاعتصام بحبل الله، والأخوّة، والسماحة، والوسطية، والتعاون على البر والتقوى، والتزام الحوار الهادئ والأساليب السلمية في معالجة قضايا الخلاف، بعيداً عن مناهج التشدد ومسالك التطرف التي تشوه صورة الإسلام، وتسيء أبلغ الإساءة إلى المسلمين، فيتلقفها خصوم الإسلام والجاهلون به للتشنيع عليه والتخويف منه ومن أهله واستعداء الأمم عليهم، فقد قال الله تعالى:{ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحسَن} ]النحل: 125[.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق