الإرهاب في ميزان الشرع
قرارات الدورة العادية السادسة والعشرين
للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
المنعقدة بمدينة إستانبول / تركيا
في الفترة
03-07 المحرم 1438 هـ – الموافق 04 – 08 أكتوبر 2016م
قرار 106 (3/26)
الإرهاب في ميزان الشرع
نوقش هذا المحور، وانتهى المجلس بعد مداولات إلى ما يلي:
إن الإسلام يحرم أي إرهاب يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان، كل إنسان، في دينه ودمه وعقله وماله وعرضه، أو أي شيء يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم، أو الاعتداء على حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أموالهم، بل يرفض كل عمل يريق دماء الأبرياء ويزهق أرواح الآمنين وينشر الفساد في الأرض، أيًّا كان دين مُنَفِّذِه، ذلك بأن ديننا الحنيف يحترم النفس الإنسانية ويرعى حرمتها، ويحرم الاعتداء عليها، ويجعلها من أكبر الكبائر، إذ يقول الله تعالى: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “لَا يَزَالُ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا”([1]).
والإسلام يحض الناس جميعًا على إزالة، بل استئصال شأفة كل أسباب الإرهاب سواء الاجتماعية أو التربوية أو السياسية أو الاقتصادية، والتي تثير في النفس السخط والعنف، وهي بمثابة البيئة التي ينمو فيها الفكر المنحرف، والغلو في الدين، بل إنه يقرر مبدأ “المسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالمؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ”([2])، وما من شيء أقوم لعلاج هذه الظاهرة إلا إقامة العدل بين الناس وإعطاؤهم حقوقهم، وعدم الكيل بمكيالين، والاهتمام بالشباب خاصة، وإفساح المجال لهم ليساهموا بإيجابية في بناء المجتمع الذي يعيشون فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه البخاري (رقم: 6862)، من حديث عبدالله بن عمر.
([2]) أخرجه الترمذي (رقم: 2627)؛ والنسائي (رقم: 4995) من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: “حديث حسن صحيح”.