المرأة والمسجد

قرارات الدورة العادية الرابعة والعشرين
للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث
المنعقدة بمدينة استانبول / تركيا
في الفترة
20-23 شوال 1435هـ
الموافق 16-19 آب (أغسطس) 2014 م
قرار 92 (1/24)
المرأة والمسجد
للمسجد أهمية كبرى في الإسلام وبخاصة في بلاد الأقليات المسلمة، إذ يمثل فرصة أساسية لتوثيق الصلة بين المسلم أو المسلمة وبين الله عز وجل، كما أنه المجال الأمثل لتمتين الرابطة بين المسلمين وإعلاء شعائر الإسلام التعبدية والاجتماعية والسلوكية. إن الحق المشروع للمرأة في ارتياد المسجد والمكث فيه لأداء الأعمال المشروعة مما قررته الأدلة المتواترة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي إطار ذلك قرر المجلس ما يلي:
أولًا: لا يجوز منع المرأة من حقها في المسجد، بل يجب على القائمين على المساجد تشجيع المرأة المسلمة على شهودها، والأصل عدم اشتراط إحداث حاجز بين صفوف الرجال وصفوف النساء التي تليها في المسجد؛ جريًا على ما كان عليه العمل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن وقع ذلك فيشترط أن لا يمنعهن رؤية الإمام أو صف الصلاة؛ ليصح الاقتداء.
ثانيًا: ينبغي أن يوفر للنساء مكان لصلاتهن داخل المسجد كما للرجال، وأن لا يُضايَقْنَ إذا دخلن إلى المسجد، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على جواز وجود الرجال والنساء في المسجد ما دام ذلك بمراعاة آداب الشريعة.
ثالثًا: لا يُطلب من غير المسلمة عند دخول المسجد فعل ما يحرجها ولو كانت غير محتجبة، ما دامت محتشمة، إذا كان دخولها من أجل مصلحة مشروعة كالتعرف على الإسلام أو نحو ذلك.
رابعًا: للمرأة المكث في المسجد بقصد الاعتكاف، أو زيارة معتَكِف، أو حضور نشاط مشروع، كما لها أن تقدم محاضرة أو درسًا وإن كان بحضور الرجال، أو تشارك في إدارة المسجد وفعاليَّاته، كما دلت على ذلك نصوص معروفة.
وفي هذا السياق يوصي المجلس المسلمين في أوروبا وبلاد الأقليات عامة أن يراعوا مكانة المرأة ومعاملتها في المساجد على صورة تليق بدين الإسلام وتكريمه لها.