تعزية من المجلس الأوروبى فى الأستاذ الدكتور محمد الهوارى
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد المجلس اللأوروبى للإفتاء والبحوث علما من أعلامه ،وعالما من علمائه المميزين جمع بين العلوم الحديثة وعلوم الشريعة فرغم تخصصه فى علم الكيمياء وحصوله على أعلى الدرجات العلمية فيها وإسهاماته المميزة فقد كان – رحمه الله تعالى- عالما بالشريعة ، فدرس القرآن وعلومه ، والفقه وأصوله ، واللغة العربية وقواعدها على كبار علماء الشام ، وله كتاباته المميزة التى مزجت بين علوم الشريعة والعلوم الحديثة .
كما أنه رحمه الله تعالى أحد المؤسسين للمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث ولم يتخلف عن المجلس وأنشطته منذ تأسيسه رغم مرضه فى آخر سنوات عمره واشتداد المرض عليه سوى مرة واحدة اعتذر فيها لشدة المرض ومع ذلك لم يبخل بإعداد بحث تقدم به عبر الإسكايب . وله كتاباته التى صدرت عن المجلس باسمه وبحوثه المميزة التى حوتها المجلة العلمية عدا مناقشاته العلمية الرصينة خلال الجلسات ونشاطه المشهود به من إخوانه العلماء ، كما أنه عضو مميز فى مجامع الفقه العالمية والدولية ، حمل على عاتقه – رحمه الله تعالى – هموم أمته فرحل بها فى كل مكان من أرض الله ينير السبيل ويهدى الطريق لأبنائه وإخوانه . اهتم كثيرا بقضايا المسلمين فى الغرب خاصة فقه الأهلة، وتحديد بدايات الأشهر القمرية ، ومواقيت الصلاة ، وإتجاه القبلة ، وله برامجه الخاصة التى وضعها فى ذلك ، كما اهتم – رحمه الله تعالى – بقضية اللحوم الحلال ووضع المعايير الشرعية الخاصة بذلك ، وطاف أوروبا ليرسخ بين المسلمين المقيمين فيها أهمية الذبح الحلال والمراقبة الشرعية عليه ، ناهيك عن المواضيع الأخرى المتعلقة بالطعام وخلافه.
لقد عرفنا الأستاذ الدكتور محمد الهوارى عالما فريدا ، وكاتبا فصيحا ، وأخا صدوقا نصوحا ، مدافعا عن دينه وعقيدته ، خرج من بلده مهاجرا فى سبيل الله فرارا من الظلم والبطش والجبروت فأدركه الموت والله تعالى يقول :”وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا “. (النساء – 100).
رحل العلامة الأستاذ الدكتور محمد الهوارى وترك فراغا كبيرا فى مجال تخصصه وفى مكانته بين العلماءلا يسدها أحد وصدق الرسول الكريم إذ يقول :” إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء “. متفق عليه.
رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وألهم أهله وذويه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان ولا نقول إلا ما يرضى ربنا” لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شىء عنده بأجل” . و “إنا لله وإنا إليه راجعون” .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسين حلاوة أ.د. يوسف القرضاوى
الأمين العام رئيس المجلس