المسلمون في الغرب

حول ضرب العراق

بيان من المجلس الاوروبي للإفتاء والبحوث

حول ضرب العراق

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه

وبعد

     فإن المجلس الاوروبي للإفتاء والبحوث انطلاقاً من رفضه العنف والارهاب وترويع الأمنين أياً كان مصدره – حيث سبق له أن أدان ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرصاً على كرامة الانسان وحقوقه وعدم إذلاله وإهانته، يتابع بقلق بالغ الاعتداءات العسكرية الأمريكية والبريطانية على العراق، وتصاعد لغة التهديد بدل الجنوح نحو السلم والسلام ولغة الحوار والتعايش ،على الرغم من تصاعد مسيرات الاحتجاج في أرجاء المعمورة ضد هذه الحرب العدوانية الهادفة لتحقيق الهيمنة الامريكية على منابع البترول، والتحكم في العالم أجمع.

   وإزاء خطر اندلاع حرب شاملة مدمرة على العراق والمنطقة،وما يترتب عليها من قتل وجرح وتعويق لعشرات الألاف من الأطفال والنساء والأبرياء،وتدمير وترويع وتهجير ، ومع ما تحمله من انعكاسات سلبية على العلاقات بين الدول والحضارات والأديان والمجتمعات ومن اشعال روح الكراهية والعنصرية بين الشعوب.

لذلك كله يعتبر المجلس:

  1. أن ضرب العراق وتدمير بنيته التحتية وما يترتب على ذلك من مآس انسانية للأدميين حرب غير مشروعة وهي ليست موجهة ضد العراق وحده ، إنما تطال العالم الإسلامي بصفة خاصة وتخلخل الامن والسلام العالميين بصفة عامة ، وهي حرب لا سند لها من شرعية أخلاقية أو قانونية ،ولا مبرر لها من حيث الواقع.
  2. وأن أي إسهام في هذه الحرب غير جائز شرعاً ، لأنه تعاون على الاثم والعدوان قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان).

والمجلس إذ يعارض هذه الحرب من منطلقاته الدينية والاخلاقية والانسانية يقف مع السلم والسلام والامن للجميع، وهو يشارك الشعب العراقي في آلامه، وتطلعاته للانعتاق من الاستبداد، وللعيش الكريم الآمن من خلال جهود أبنائه، وللمحافظة على حقه في اختيار النظام الذي يحكمه.

والمجلس يثمن الجهود المكثفة التي بذلتها وتبذلها قوى الخير والسلام داخل أوروبا وأمريكا وفي جميع انحاء العالم،ويقف معها مؤيداً وداعياً للمزيد من التحركات حتى تمنع هذه الحرب المدمرة.

   واخيراً يدعو المجلس جميع الشعوب الإسلامية وكل المحبين للخير والسلام للوقوف صفاً واحداً في وجه قوى الحرب والشر والظلام بكل الوسائل المشروعة ،كما يدعو المسلمين في أوروبا وغيرها إلى التعبير عن معارضتهم لضرب العراق بالتعاون مع قوى الخير والسلام في إطار الالتزام بالقوانين المرعية في تلك البلاد، والحفاظ على الأمن الاجتماعي لمجتمعاتهم الاوروبية التي أصبحوا جزءاً لا يتجزأ منها .

والله ولي التوفيق

دبلن – أيرلندا

19 محرم 1424هـ

21/3/2003م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق