العلاج الجيني من منظور الفقه الإسلامي
أراد الله تعالى للإنسان أن يكون خليفة في الأرض من دون الملائكة وغيرهم أجمعين ليعمر هذا الكون ، فقال تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ولما استفسر الملائكة عن أسباب هذا الاختيار مستغربين من اختيار هذا الصنف الذي يقع منهم الكفر والعصيان ، والقتل وسفك الدم، والفساد … أجاب الله تعالى بقوله : ( إني أعلم ما لا تعلمون ) ثم علم آدم الأسماء كلها فتبيّن من ذلك أن أحد أسباب هذا الاختيار يعود إلى أن الله تعالى أعطى لهذا المخلوق عقلاً قادراً على التعلم والاكتشاف والاستنباط ، وبهذا ميّزه عن سائر المخلوقات ، ومن ذلك اليوم الذي نـزل فيه آدم على الأرض ظل يبحث عن معرفة نفسه ومحيطه ، وتطوير عقله ومعارفه و علومه ، وأصبح يميط كل يوم لثاماً ويكتشف في كل ساعة أسراراً ، فاستطاع أن يفك أسرار الحروف و يفهم الكتاب المقروء ، كما بذل كل جهده لفك أسرار الكون الذي هو في حقيقته كتاب كامل عظيم معقد يحتوي من الأسرار مالا يعدُّ ولا يحصى ، بل حينما التفت نحو نفسه التي هي أقرب الأشياء إليه وجدها أيضاً تحتوي من الأسرار و الغرائب التي يعجز اللسان عن التعبير عنها .
عوان البحث | المؤلف | التحميل |
العلاج الجيني من منظور الفقه الإسلامي | أ .د .علي محي الدين القره داغي |