البيانات الختامية

البيان الختامى للدورة التاسعة

البيان الختامي

 

للدورة العادية التاسعة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

 

 المنعقدة في مقر اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا بمدينة باريس

 

في الفترة 3-7 جمادى الأولى 1423هـ  الموافق   13 – 17 يوليو 2002 م

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد..

 

فقد انعقدت على بركة الله تعالى وبرعايته الدورة العادية التاسعة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث  في  مقر اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا بمدينة باريس في الفترة 3-7 جمادى الأولى 1423هـ  الموافق   13 – 17 يوليو 2002 م برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي  رئيس المجلس حفظه الله، وبحضور غالبية الأعضاء وفي حفل الافتتاح الذي شارك فيه مسئولو اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا  وكذلك مندوبون عن المؤسسات والقطاعات والمراكز الإسلامية وجمع غفير من المسلمين.

 

رحب الأستاذ الفاصل الحاج التهامي رئيس الاتحاد بإخوانه رئيس وأعضاء المجلس بعقدهم الدورة التاسعة للمجلس بباريس  كما ألقى الأستاذ عبد الله منصور كلمة نيابة عن السيد رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا رحب فيها باسم الاتحاد بالمجلس في فرنسا  ثم ألقى صاحب الفضيلة الإمام العلامة  الدكتور يوسف القرضاوي  رئيس المجلس حفظه الله كلمة شكر فيها اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا  على استضافتهم للدورة التاسعة للمجلس، وحكومة فرنسا على التسهيلات التي قدمتها حتى تمت إقامة هذه الدورة  للمجلس على أراضيها كما دعا فضيلته في كلمته إلي تعزيز قيم الحوار .

 

وقد استعرض المجلس جدول أعماله ثم استمع إلى التقرير الدوري للأمانة العامة، واتخذ القرارات اللازمة للأعمال الإدارية ، ومن أهمها إقرار التعديلات المقترحة على النظام الأساسي، كما استمع إلى تقرير لجنة البحوث وقدم الشكر لكل من ساهم في إخراج العدد الأول من المجلة العلمية الخاصة بالمجلس وخص بالشكر صاحب الفضيلة نائب رئيس المجلس وفضيلة الأمين العام وفضيلة رئيس لجنة البحوث وأصحاب الفضيلة أعضاء اللجنة على جهودهم المشكورة في إصدار هذا العدد، وكذلك خالص الشكر لأصحاب الفضيلة الذين خصوا المجلة بأبحاثهم، جزى الله الجميع كل خير.

 

وقد صدرت مجموعة من القرارات خاصة بالمجلة من أهمها تكوين هيئة التحرير من أصحاب الفضيلة رئيس لجنة البحوث والدراسات رئيسا، وعضوية السادة أعضاء اللجنة، كما شكلت لجنة إدارية للمجلة من فضيلة نائب رئيس المجلس رئيسا وعضوية كل من الأمين العام ورئيس لجنة البحوث والدراسات والأستاذ عبد الله منصور رئيس قسم الإعلام في اتحاد المنظمات الإسلامية.وأووصى بتشكيل لجنة استشارية للمجلة من الباحثين والعلماء من أعضاء المجلس.

 

كما اتخذ المجلس قرارا بضم كل من أصحاب الفضيلة الأستاذ الدكتور حسين حامد والأستاذ الدكتور صلاح سلطان إلى عضويته.

 

ثم تدارس المجلس عدداً من القضايا المدرجة على جدول أعماله، واتخذ بخصوص ذلك القرارات التالية:

 

                                        

 

القرار 1/9

 

التحكيم في المنازعات

 

اطّلع المجلس على الدراسات المقدمة إليه من قبل أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس حول التحكيم الشرعي في بلاد الغرب وبعد المناقشة والمداولة قرّر ما يلي:

 

1- يدعو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث المسلمين في أوروبا إلى اللجوء إلى التحكيم وفقاً للشريعة الإسلامية في كلّ ما لا يتعارض مع القوانين السارية في البلاد الأوروبيّة ولاسيما في أحوالهم الشخصيّة ومعاملاتهم الماليّة، وذلك من أجل الإسراع في حسم منازعاتهم والتخفيف عن المحاكم الرسمية.

 

2- يمكن أن يتمّ التحكيم عن طريق الاشتراط في العقد، أو عن طريق وضع اتّفاق تحكيمي عند حصول الخلاف، ومن الأفضل توثيق العقد الأصلي أو الاتفاق التحكيمي لدى كاتب العدل أو أيّ جهة رسميّة أخرى.

 

3- يمكن أن يختار الأطراف محكّماً واحداً، رجلاً كان أو امرأة، أو هيئة تحكيميّة من عدّة أفراد، ويجب أن يكون عددهم وتراً حتّى يمكنهم اتخاذ القرار بالأغلبيّة، ويشترط في المحكّمين أن يكون من بينهم من لديه إلمام بالأحكام الشرعية والقوانين السارية وأن يكونوا معروفين بالنزاهة والاستقامة.

 

4- يكون قرار التحكيم ملزِماً لجميع الأطراف بناءً على تعهدهم، وعليهم تنفيذه.

 

5- قرّر المجلس إعداد لائحة تفصيليّة توضّح إجراءات التحكيم الشرعيّة بما يتوافق مع القوانين الأوروبيّة وترجمتها إلى مختلف اللغات لمساعدة المسلمين على سلوك هذا الطريق، وكذلك إعداد نموذج لصكّ التحكيم على أن يتمّ إنجاز ذلك في الدورة القادمة.

 

6- يوصي المجلس الكليّات الشرعيّة والمراكز الإسلاميّة أن تقيم دورات تأهيل للمحكّمين بالتعاون مع أقسام الدراسات القانونيّة في الجامعات الأوروبيّة.

 

 

القرار 2/9

 

تحديد هلال شهر ذي الحجة

 

بعد مناقشة الموضوع وتداول الآراء حوله قرر المجلس ما يلي:

 

تأكيد ما جاء في قراره المتخذ في الدورة العادية الثالثة المتعلقة بإثبات الشهور القمرية وخصوصاً شهر رمضان بأنه” يثبت دخول شهر رمضان والخروج منه بالرؤية البصرية سواءً كانت بالعين المجردة أم بواسطة المراصد، إذا ثبت في أي بلد إسلامي بطريق شرعي معتبر عملاً بالأمر النبوي الكريم الذي جاء به الحديث الشريف الصحيح: إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا . وحديث : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. وهذا بشرط ألا ينفي الحساب الفلكي العلمي القطعي إمكانية الرؤية في أي قطر من الأقطار؛ فإذا جزم هذا الحساب باستحالة الرؤية المعتبرة شرعاً في أي بلد فلا عبرة بشهادة الشهود التي لا تفيد القطع وتحمل على الوهم أو الغلط أو الكذب وذلك لأن شهادة الشهود ظنية وجَزم الحساب قطعي والظني لا يقاوم القطعي فضلاً عن أن يقدم عليه  باتفاق العلماء”.

 

بناء على هذا يرى المجلس أن هذا المبدأ وهو “اعتماد الرؤية البصرية بشرط عدم نفي الحساب القطعي لها” ينطبق على إثبات دخول جميع الشهور القمرية ومنها شهر ذي  الحجة وما يتعلق به من صوم عرفة وشعائر عيد الأضحى .

 

أما الذين يوجدون في مكة المكرمة لأداء فريضة الحج فيلتزمون – باتفاق العلماء – بالإثبات الشرعي الذي تصدره الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية.

 

على أنه إذا وقع إثبات هلال ذي الحجة بمجرد الرؤية البصرية في مكة المكرمة مع مخالفته الحساب القطعي، وأخذ به مَنْ هم في خارج مواطن الحج كالبلاد الأوروبية؛ فإنه لا يسوغ الإنكار عليهم لأنه  أمر اجتهادي مختلف فيه، ومن المقرر لدى الفقهاء أنه لا إنكار في المسائل المختلف فيها. والتنازع والاختلاف المؤدي إلى الفرقة والجدل منهي عنه شرعاً بقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وبقوله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ربحكم).

 

 

القرار 3/9

 

حكم الصلاة في الكنيسة

 

ورد إلى المجلس سؤال من مجموعة من أئمة السجون بخصوص هذا الموضوع، وبعد المناقشة المستفيضة قرر المجلس ما يلي:

 

تأكيد ما جاء في القرار الصادر عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم 23 [ 11/3] في جواب السؤال التاسع عشر وهو “استئجار الكنائس للصلاة لا مانع منه شرعاً عند الحاجة كما في الحالة المعروضة في السؤال وتجتنب الصلاة إلى التماثيل والصور وتستر بحائل إذا كانت باتجاه القبلة” ويرى المجلس أن الحاجة محققة في الحالة المعروضة في السؤال أما الستر للتماثيل والصور بحائل هو في حالة الإمكان، فإن تعسر ذلك فالصلاة صحيحة استدلالاً بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى الكعبة وحولها الأصنام، وعليه فلا أثر للرموز المسيحية في الكنيسة على صحة الصلاة. هذا وإن الصلاة صحيحة إذا أديت في السجن لقوله صلى الله عليه وسلم: “جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا”، كما أنها صحيحة في المكان المشترك المخصص للعبادة للمسلمين وغيرهم، ويشمل الحكم الصلوات الخمس وصلاة الجماعة والجمعة وخطبتها وكذلك الدروس.وينبغي مطالبة المسئولين بتوفير أماكن للعبادة.

 

القرار 4/9

 

حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد

 

قرر المجلس مايلي:

 

ليس هناك مانع شرعي من دفن أكثر من شخص في قبر واحد على أي صفة كان؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في أحُد، على أن الأصل أن يدفن كل شخص في قبر منفرد إذا لم يوجد حرج ولا مشقة في ذلك.

 

 

 

القرار 5/9

 

موضوعات مؤجلة

 

تداول المجلس جملة من القضايا وبعد والاستماع إلى الأبحاث المقدمة فيها من قبل أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس ومناقشة تلك الابحاث أرجأ إصدار القرارات فيها لمزيد من البحث والدراسة كما كلف مجموعة من أصحاب الفضيلة الأعضاء بإعداد مزيد من  الأبحاث حول القضايا التالية:

 

1)    البورصة (الأسواق المالية).

 

2)    المواقيت .

 

3)    بنوك الحليب الخاصة برضاعة الأطفال.

 

4)    مشروع لائحة التحكيم.

 

 

كما أدرج المجلس على جدول أعماله المواضيع التالية للدورة القادمة إن شاء الله تعالى.

 

1.   موت الشفقة

 

2.   الاستنساخ

 

3.   الافتئات على الأمة

 

4.   فقه الأقليات وضوابط الفتوى فيه

 

5.   الجهاد

 

6.   مفهوم الإرهاب

 

7.   الخطاب الديني وضرورة تغيره والمقصود بذلك

 

8.   الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة وضوابط تقبيقاتها على فقه الأقليات

 

9.   مآلات الأفعال وأثرها في فقه الأقليات

 

 

التوصيات:

 

1 – يوصي المجلس المسلمين برعاية الحقوق كلها ، وإعطاء الصورة الطيبة والقدوة الحسنة ، كما يوصيهم بالإبداع والابتكار وتشجيع ذلك على كافة المستويات.

 

2 – يوصي جميع المسلمين الذين يعيشون على أرض أوروبا أن يسعوا جادين لإنشاء شركات ومؤسسات مالية في مجالات المختلفة، والاتصال بشركات التأمين الاستثمار والمؤسسات المالية السائدة في الغرب للاتفاق معها على إزالة المحذورات الشرعية (كالربا) .

 

3 – يوصي المجلس المسلمين في أوروبا بالعمل الجاد للحصول على اعتراف الدولة التي يقيمون فيها بالإسلام ديناً ، وبالمسلمين أقلية دينية على غرار الأقليات الدينية الأخرى في التمتع بحقوقهم كاملة ، وفي تنظيم أحوالهم الشخصية كالزواج والطلاق وفقاً لأحكام دينهم ومن أجل ذلك فإن المجلس يوصي المسلمين بتشكيل هيئات شرعية تتولى تنظيم أحوالهم الشخصية وفق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء مع مراعاة الالتزام بالقوانين السائدة . .

 

4 – كما يوصي المجلس هؤلاء الأخوة المسلمين ويشدد في الوصية بالالتزام بما دلت علية نصوص الكتاب والسنة وبما أجمع عليه فقهاء الإسلام من وجوب بالوفاء بمقتضيات عهد الأمان وشروط المواطنة والإقامة في البلاد الأوروبية التي يعيشون فيها ومن أهم ما يجب عليهم الوفاء به :

 

أ – أن يعتقدوا أن أرواح غير المسلمين وأموالهم وأعراضهم مصونة بمقتضى ذلك العهد الذي دخلوا به هذه البلاد وأن يلتزموا بذلك في سلوكهم والذيعلى أساسه سمح لهم بدخولها واستمرار الإقامة فيها،وقد قال الله تعالى:” وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً ” .

 

ب – أن يحترموا قوانين هذه البلاد التي آوتهم وحمتهم ومكنتهم من التمتع بكل ضمانات العيش الكريم ، وقد قال تعالى :” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان “.

 

جـ – أن يجتنبوا كل أساليب الكسب الحرام على اختلاف أنواعه ، ومنها سعي بعض المسلمين للحصول على معونة الضمان الاجتماعي مع أنهم يعملون أو يتاجرون .

 

د – أن يبذلوا أقصى الوسع في تنشئة الجيل الجديد – بنين وبنات – تنشئة إسلامية معاصرة ، وذلك بتأسيس المدارس والمراكز التربوية والترفيهية لحمايتهم من الانحراف .

 

5 – كما يوصي المجلس المسلمين عامة والمقيمين في بلاد الغرب خاصة بالاعتصام بحبل الله والاخوة والسماحة والوسطية والتعاون على البر  والتقوى والتزام الحوار الهادئ والأساليب السليمة في معالجة قضايا الخلاف ، بعيداً عن مناهج التشدد ومسالك التطرف التي تشوه صور الإسلام وتسئ أبلغ الإساءة إلى المسلمين عامة وعلى الأقليات المسلمة خاصة فيتلقفها أعداء الإسلام والجاهلون به للتشنيع عليه والتخويف منه ومن أهله واستعداء الأمم عليها . وقد قال الله تعالى:” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ..” 

 

6-يؤكد المجلس على أن الإسلام دين السلام للبشرية كلها على اختلاف أجناسها وألوانها وأعراقها وأديانها ولذلك ينبذ العنف والترعيب مهما كانت أشكاله ومن أي جهة كان، ويدعو العالم إلى مراعاة قيم الحضارة الإنسانية والعدل والمساواة بين الشعوب وحقوق الإنسان التي طالما نادت بها القوانين والمواثيق الدولية وأوجبتها الأديان السماوية.

 

ختام أعمال هذه الدورة:

 

وقبل ختام أعمال الدورة اتفق الأعضاء بالتنسيق مع الأمانة العامة على تحديد موعد الدورتين القادمتين على النحو التالي:

 

الدورة العاشرة في مقر المجلس بدبلن -أيرلندا من 19– 25 ذي القعدة 1423هـ الموافق 22-28 يناير 2003م.

 

الدورة الحادية عشرة  في استكهولم بالسويد من 3-9 جمادى الأولى 1424هـ الموافق 2-8 يوليو 2003م.

 

وختم صاحب الفضيلة الإمام العلامة  الدكتور رئيس المجلس أعمال الدورة بتوجيه خالص الشكر للاخوة العاملين في اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا على استضافتهم لهذه الدورة وما بذلوه من كرم الضيافة وجميل الحفاوة وحسن الاستقبال ومن جهد تنظيمي مقدر، كما تقدم المجلس بالشكر للحكومة الفرنسية التي منحت تأشيرات السفر لأعضاء المجلس حتى يسّرت انعقاده على أراضيها على الوجه المرضي وكذلك مجلة “الأوروبية” لتغطيتها أعمال الدورة  كما لا يفوت المجلس أن يكرر الشكر والتقدير لهيئة المكتوم لدعمها وتحملها المستمر لنفقات المجلس .

 

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

والحمد لله رب العالمين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق