الأسس و المبادئ الإسلامية للعلاقات الدولية

فقد أكرم الله تعالى هذه الأمة بهذه الشريعة الغراء التي نزلت رحمةً وخيراً وسعادة ومصلحة للعباد فقد قال تعالى : ( و قيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيراً ) وقال تعالى في وصف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : ( و ما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين ) وقال تعالى : ( و نزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) .
من هنا أدرك الفقهاء هذه الحقيقة حيث نصوا على أن هذه الشريعة شرعت لتحقيق المصالح ، و درء المفاسد ، وأينما كانت الشريعة فثم المصلحة ، وأينما كانت المصلحة الحقيقية فثم شرع الله ، يقول العز بن عبدالسلام : (وقد علمنا من موارد الشرع ومصادره أن مطلوب الشرع إنما هو مصالح العباد في دينهم ودنياهم ) و يقول ابن القيم : (فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، و هي عدل كلها ، و رحمة كلها ، و مصالح كلها ، و حكمة كلها ، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ، و عن الرحمة إلى ضدها ،و عن المصلحة إلى المفسدة ، و عن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة و إن أدخلت فيها بالتأويل…) .
عوان البحث | المؤلف | التحميل |
الأسس و المبادئ الإسلامية للعلاقات الدولية | أ.د. علي محي الدين القره داغي |