الأخبار

بيان بشأن ما أشيع عن عزم السلطات السعودية إعدام ثلاثة من العلماء

بيان من الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

بشأن ما أشيع عن عزم السلطات السعودية إعدام ثلاثة من العلماء

بيان بشأن ما أشيع عن عزم السلطات السعودية إعدام ثلاثة من العلماء alqrny

 

تناقلت بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده عزم السلطات القضائية في المملكة العربية السعودية إصدار وتنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة من خيار علماء الأمة، هم: فضيلة الدكتور سلمان العودة، وفضيلة الدكتور عوض القرني، وفضيلة الدكتور علي العمري، وهم من العلماء والدعاة المسجونين لدى المملكة.

إن المجلس في هذا الشهر الكريم يذكر بحرمة الدماء التي عظَّم الله حكمها، فجعل الله عز وجل إزهاق نفس واحدة كمن أزهق أنفس الناس أجمعين، إذ قال: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وَقال سبحانه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]، كما عَظَّم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: ” لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ”. وسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا، ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى، قَالَ: وَيْحَهُ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى؟ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “يَجِيءُ الْقَاتِلُ، وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ، يَقُولُ: رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي؟”، وَاللَّهِ لَقَدْ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّكُمْ، ثُمَّ مَا نَسَخَهَا بَعْدَ مَا أَنْزَلَهَا.

فهذا الذنب العظيم يشترك في وزره وإثمه من أعان على ذلك بأي وسيلة من الوسائل ولو بشطر كلمة، فكيف إذا كانت هذه الدماء دماء علماء يأمرون الناس بالقسط، وهم صمام أمان الأمة وقادة فكرها؟!

وهؤلاء العلماء ما علمنا عنهم إلا خيرًا، ينبذون العنف والتطرف، محبين لدينهم، ووطنهم، ومنهجهم في الدعوة إلى الله {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، يعرف عنهم ذلك كل من جالسهم، أو استمع إليهم، أو نهل من علمهم، يشهد لهم أهل العلم وطلابه بذلك.

كلنا أمل أن يكون الخبر مجرد إشاعة باطلة، وإننا نهيب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن يحول دون مس هؤلاء العلماء وإخوانهم بأذى، وأن يصدر أمرًا بالإفراج عنهم في هذه الأيام المباركة، حفظًا لمقام العلماء وصوناً لدمائهم، فالعلماء هم ورثة الأنبياء وهم النور الذي يستضاء به، وهم الوقاية للشباب من التطرف والغلو.

حفظ الله علماءنا من كل سوء ومكروه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

الأمانة العامة للمجلس

20رمضان1440هـ الموافق 25/05/2019م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق