قرارات المجلس

التفاهم والتعايش وفق المنهج الوسطي

قرارات الدورة العادية السادسة والعشرين

للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

المنعقدة بمدينة إستانبول / تركيا

في الفترة

03-07 المحرم 1438 هـ – الموافق 04 – 08 أكتوبر 2016م

قرار 107 (4/26)

التفاهم والتعايش وفق المنهج الوسطي

 

نوقش هذا المحور، وانتهى المجلس بعد مداولات إلى ما يلي:

1 – إن النصوص الشرعية المتظافرة تدل على أن الإسلام أنزل ليكون رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وأنه يقوم على الإحسان وحسن التعامل مع الخالق والخلق أجمعين.

2 – إن الوسطية في الإسلام تقتضي تحقيق التوازن والعدالة في الفكر والعقيدة والسلوك.

3 – جعل الله تعالى الناس جميعًا خلفاء في الأرض التي خلقها للناس جميعًا، فقال تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} [الرحمن: 10] أي لجميع المخلوقات، والجميع شركاء في الأرض فيجب أن يتعايشوا جميعًا حتى ينعموا بخيراتها.

4 – إن الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم هو السلم والتعايش والتعاون، إلا في حالة الاعتداء والظلم، فحينئذ يكون رده مشروعًا في جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية.

5 – إن الإسلام وضع مجموعة من المبادئ العظيمة لترسيخ هذه العلاقة، من أهمها:

  • أن البشر جميعًا من أصل واحد وهو (آدم وحواء)، وأنهم جميعًا مكرَّمون ولهم حقوقهم على حد سواء، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]؛ ولذلك أمر الله تعالى بصلة الأرحام من جميع بني آدم فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
  • الاعتراف بأن اختلاف الأديان والفرق والأفكار من سنن الله تعالى، كما أن اختلاف الألوان والألسنة والطبائع ومظاهر الكون من سنن الله تعالى.
  • الأصل في حل المشاكل هو الحوار والجدال بالتي هي أحسن، رعاية لمنهج القرآن الكريم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
  • الأصل في التعامل بين الناس العدل والمساواة والرحمة والإحسان، والوفاء بالعهود والعقود، والقيم والأخلاق السامية.
  • إن الأصل في الاسلام هو عدم تكفير أي مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولا ينكر شيئًا ثابتًا عُلِمَ في الدين بالضرورة.
  • إن الجهاد في الإسلام هو بذل ما في الوسع لخدمة الدين ونفع الخلق، وأن القتال إنما يشرع إذا توافرت شروطه وآدابه، وكان لردع الظلم والعدوان، ولتحقيق الحرية للجميع، وهو حق مشروع للدولة في جميع القوانين الدولية للدفاع.
  • إن التحقيق أن الآيات التي ذَكَرَت الولاء، إنما أريد بها ولاء النصرة لمجتمع متحد متماسك، وهو مجتمع الحقوق والواجبات. والولاء المطلوب هو ولاء الحق ضد الباطل، وولاء الخير ضد الشر، وولاء الوحدة ضد التفرق والتمزق والتشرذم. وأما الآيات التي ذكرت البراء فإنما أريد بها النصرة والتأييد عند النزاع والحروب الظالمة.
  • إن تقسيم الدور إلى دار إسلام، ودار حرب، هو تقسيم فقهي خاص بزمنه، وأن جميع الدول اليوم في العالم ما عدا الدول المحاربة هي دول عهد وأمان، حيث السفارات، وبينها العهود والمواثيق الدولية والخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق