قرارات المجلس

أسباب الانحراف الفكري لدى الشباب المسلم

قرارات الدورة العادية السادسة والعشرين

للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

المنعقدة بمدينة إستانبول / تركيا

في الفترة

03-07 المحرم 1438 هـ – الموافق 04 – 08 أكتوبر 2016م

قرار 105 (2/26)

أسباب الانحراف الفكري لدى الشباب المسلم

نوقش هذا المحور، وانتهى المجلس بعد مداولات إلى ما يلي:

أولًا: أولى الإسلام عناية قصوى بإصلاح الفكر والتصورات، وبالتربية الفكرية التي تؤدي إلى صياغة عقول سوية بعيدة عن أحادية الفكر والتصور، وهذا يقتضي بذل الجهود لتحقيق هذا الهدف بدءًا من البيت والروضة والمدرسة، وانتهاءً بالجامعة، من خلال إصلاح المناهج والبرامج وتطويرهما.

ثانيًا: إن الانحراف الفكري هو الينبوع المسبب لكل المفاسد والشرور والرزايا، ويترتب عليه الانحراف السلوكي والخلقي.

ثالثًا: إن للانحراف الفكري في إطار المجتمع المسلم أسبابه، والتي من أهمها:

1 – التربية الدينية الخاطئة في بيان العلاقات والتصورات، وبخاصة في مجال التوسع في التكفير والتفسيق والتبديع، وفي مجال الولاء والبراء.

2 – الاستبداد والقهر السياسي والكبت ومصادرة الحريات في بقاع من العالم الإسلامي.

3 – اليأس والإحباط من قبل الشباب المسلم في تلك البقاع من الوصول بالطرق السلمية إلى أنظمة عادلة تحترم خيارات الشعوب، وحقها في الحرية والحياة الكريمة.

4 – الجهل المركب بالقضايا الكبرى، كفهم الولاء والبراء، والتكفير، والجهاد، ودار الحرب ودار الإسلام، وغير ذلك؛ للأسباب التالية:

  • الأخذ بحرفية النص وظاهره دون رعاية معانيه ومقاصده ومآلاته، وترك الأخذ بالمبادئ والقواعد الأصولية في تفسير النصوص الشرعية.
  • اتباع المتشابهات.
  • القراءة الانتقائية غير الكاملة للنصوص الشرعية.
  • جعل المختلفِ فيه مجمعًا عليه، والوسائلِ مقاصدَ، والإسرافِ في التحريم بدلًا من رعاية أصل الإباحة.

5 – اتخاذ من لا علم لهم مرجعية شرعية، والعمل على إسقاط دور العلماء المتمكنين، بل إبعادهم عن الشباب من خلال تشويه صورتهم.

6 – التخلف والفقر والبطالة والمشاكل الاقتصادية.

7 – غربة الإسلام في ديار الإسلام، حيث ليس له الأثر المطلوب في حياة الناس وفي القوانين والتشريعات.

8 – الدعم الدولي لنظم الاستبداد والقمع في بعض بقاع العالمين العربي والإسلامي، والالتفاف على خيارات الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والكرامة.

9 – عمليات القتل والإرهاب التي تمارسها دول وأنظمة في ظل صمت دولي، كالذي يجري في سوريا وفلسطين وغيرهما، كل ذلك يهيئ أذهان بعض الشباب المسلم لردود فعل غير مقبولة، وللإصابة بالإحباط الذي يدفع نحو الغلو والتطرف.

رابعًا: إن العلاج الناجع هو ما يتناول جميع أسباب الانحراف الفكري وفق منهج علمي قائم على الاستفادة من جميع الوسائل المؤثرة، والتجارب القديمة والجديدة، وفقه المراجعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق