البيانات الختامية

البيان الختامي للدورة العادية الثامنة والعشرين

البيان الختامي

للدورة العادية الثامنة والعشرين

للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

المنعقدة بمدينة إستانبول / تركيا

البيان الختامي للدورة العادية الثامنة والعشرين

في الفترة من 1 إلى 5 ربيع الأول 1440ه

الموافق 9-13 نوفمبر 2018م

تحت عنوان: “من قضايا المعاملات المالية لمسلمي أوروبا”

 

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين، وآله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أمّا بعد.. فقد انعقدت بتيسير الله وتوفيقه الدّورة العادية الثامنة والعشرون للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بمدينة إستانبول بتركيا، وذلك في الفترة من 1 إلى 5 ربيع الأول 1440ه، الموافق 9-13 نوفمبر 2018م، برئاسة سماحة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس المجلس، وبحضور أغلبية أعضائه وعدد من الضيوف والمراقبين.

وقد افتُتحت أعمال هذه الدورة بكلمة ترحيبية ألقاها فضيلة الشيخ حسين حلاوة الأمين العام للمجلس، أبان فيها عن أهمية هذه الدورة في مسيرة المجلس.

تلتها كلمة لفضيلة الأستاذ الدكتور عصام البشير نيابة عن أعضاء المجلس، شكر فيها جمهورية تركيا (الدولة المضيفة لهذه الدورة)، وأشاد بدور المجلس في التأسيس والتأصيل لفقه المسلمين في أوروبا، وأكد على انفتاحه على جميع المدارس والمذاهب، واستقلاليته وعدم تبعيته لجهة من الجهات، وأنه يمد يده للتعاون على البر والتقوى إلى كل من يخدم مسيرة المجلس ويدعم رسالته، كما نوه بأن انعقاد دورات المجلس بتركيا، وبخاصة الأخيرة منها، جاء بسبب ظروف استثنائية خاصة، وأن الأصل أن يتم الانعقاد في أوروبا.

ثم كانت كلمة الأستاذ الدكتور أحمد جاب الله الأمين العام المساعد للمجلس، والتي شرح فيها محاور هذه الدورة وأهدافها، مع الإشارة إلى البحوث التي ستقدَّم فيها، وبعض الملاحظات التنظيمية للضيوف والمراقبين لضمان حسن سير الجلسات.

أعقبتها كلمة معالي الأستاذ الدكتور علي إرباش رئيس الشؤون الدينية التركية، وقد أشاد فيها بدور المجلس وضرورة وجوده؛ للحفاظ على ثوابت الشرع وأحكامه، ودعم مسيرة الاجتهاد والتجديد الفقهي، ونوه إلى أن المجلس أسهم بصورة مباشرة في الحفاظ على هوية مسلمي أوروبا، وأسس لفقه المواطنة والاندماج. كما أكد على أن الاجتهاد الجماعي هو ما يحتاجه الفقه اليوم وهو ما يطمئن إليه الناس لتعقد المسائل المستجدة وتعسر الاجتهاد الفردي فيها، ودعا إلى التعاون بين المجلس ورئاسة الشؤون الدينية التركية والعمل المشترك لخدمة قضايا الوجود الإسلامي على الساحة الأوروبية.

 وخُتمت الجلسة بكلمة موجزة لسماحة رئيس المجلس العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، حيَّا فيها المجلس وانعقاده في هذا البلد المضياف، مستعرضًا تاريخ تأسيس المجلس، ودواعي الحاجة لإنشائه لمعالجة قضايا المسلمين في أوروبا والإجابة عن مستجداتهم الفقهية، في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها ومراعاة الواقع الذى يعيشون فيه، والقوانين المعمول بها، وثمَّن جهود المجلس في إنجاز الكثير من الأبحاث العلمية والندوات المتخصصة والفتاوى المؤسسة على نهج الوسطية والاعتدال، والتي أسهمت في تعزيز المرجعية الفقهية لمسلمي أوروبا في مختلف المجالات، وأكد سماحته على أوروبية المجلس واختصاصه في مخاطبة مسلمي أوروبا من أول يوم تأسس فيه. ودعا أعضاء المجلس للتمسك به والحرص على إنجاح رسالته وتطويرها.

ثم توالت أعمال هذه الدورة حيث خصص المجلس اليوم الأول لقضاياه الإدارية، والتي كان على رأسها انتخاب هيئة إدارية جديدة تشكلت على النحو الآتي:

  1. فضيلة الدكتور/ عبدالله الجديع رئيسًا للمجلس (بريطانيا)، خلفًا للعلامة الدكتور يوسف القرضاوي.
  2. فضيلة الدكتور/ أحمد جاب الله نائبًا (فرنسا).
  3. فضيلة الدكتور/ صهيب حسن نائبًا (بريطانيا).
  4. فضيلة الشيخ/ حسين حلاوة أمينًا عامًا (أيرلندا).
  5. فضيلة الدكتور/ خالد حنفي أمينًا عامًّا مساعدًا (ألمانيا).

ومما تم فيها أن استعرض المجلس تقارير لجان الفتوى التابعة له وتقرير الأمانة العامة الأدبي والمالي، واتخذ على إثر ذلك جملة من القرارات المهمة الداعمة لتطوير رسالته، ومن أهمها:

  • اعتماد تطبيق: {الدليل الفقهي للمسلم الأوروبي}، وهو تطبيق هاتفي يشتمل على جميع القرارات والفتاوى التي أصدرها المجلس منذ تأسيسه إلى دورته السابعة والعشرين، والذي سيصدر قريبًا بعدد من اللغات الأوروبية.
  • اعتماد مشروع {الدائرة البحثية للمجلس}، وهو مشروع واعد يهدف إلى ضم الكوادر الشبابية من أصحاب الدراسات الشرعية والمتخصصة للإفادة منهم في دعم المجلس وانفتاحه على الواقع الأوروبي على نحو علمي منهجي واقعي.

ثم توالت أعمال المجلس العلمية لهذه الدورة على النحو التالي:

أولًا: بناء على ما قرره منذ دورتين سابقتين من ضرورة مراجعة وتقويم وتنقيح القرارات والفتاوى الصادرة عنه من دورته الأولى إلى السابعة والعشرين، والتي تمثل جهدًا ضخمًا ومتميزًا؛ وذلك بُغية إصدار مدونة فقهية شاملة لجميع تلك القرارات والفتاوى على صفة تحقق أفضل الممكن محررة مدققة، كما تهيء لترجمتها إلى اللغات الأوروبية المختلفة.

قام المجلس في هذا السياق باستعراض ومناقشة مشروع المقترحات التفصيلية التي قدمها السادة العلماء أعضاء المجلس للجنة شُكلت لهذا الغرض برئاسة الدكتور عبدالله الجديع، وقد استغرقت تلك المراجعة جل وقت هذه الدورة، وتم بفضل الله تعالى الفراغ منها، لتكون قريبًا إن شاء الله جاهزة للنشر الورقي والإلكتروني.

ثانيًا: ناقش المجلس عددًا من البحوث التي قدمت في إطار موضوع هذه الدورة، تناولت ما يلي:

  1. العملات الرقمية: صورها وأحكامها.
  2. دفع الزكاة لوقف خيري.
  3. الوصية والمواريث في ضوء الشريعة والقانون.
  4. سهم المؤلفة قلوبهم وتطبيقاته في الواقع المعاصر.
  5. القروض الاستثمارية وأحكامها الشرعية.

وقرر المجلس تأجيل إصدار القرارات بخصوصها؛ لمزيد من البحث والتأصيل واستكتاب مختصين في المجالين: المالي والاقتصادي، باستثناء قرار واحد في شأن الوصية.

ثالثًا: استعرض المجلس مجموعة من الاستفتاءات الواردة، وأصدر الفتاوى بخصوصها.

 

وفي ختام أعمال هذه الدورة يتقدم المجلس بالتوصية بما يلي:

  1. يوصي المجلس الهيئات الخيرية الإسلامية، وخصوصًا العاملة منها على الساحة الأوروبية، بأن تخصص قسمًا مما تجمعه من أموال الزكاة لدعم المؤسسات الإسلامية العاملة في مجال التعليم والبحث العلمي، وفي مجال التعريف بالإسلام، وذلك في إطار مصارف الزكاة التي تسمح بذلك كمصرف في سبيل الله.
  2. يوصي المجلس المسلمين في أوروبا بالاعتناء بالأوقاف، والتي هي من أهم منجزات الحضارة الإسلامية تاريخيًا، ومن أهم الوسائل المعاصرة لضمان استدامة واستقلال المؤسسات الإسلامية في أوروبا؛ فالأوقاف الخيرية تضمن استدامة واستقلال المشروعات الإغاثية والتنموية وقيامها بدورها المنوط بها، والأوقاف التعليمية تضمن الحرية الأكاديمية للمؤسسات التعليمية الإسلامية وقيامها بدورها المنشود كذلك. ويوصي المجلس في هذا السياق بتطوير إدارة المؤسسات الوقفية الموجودة في أوروبا والحفاظ على أموال المسلمين فيها، في إطار القوانين المنظمة للمؤسسات والجمعيات الخيرية في البلاد الأوروبية.


ختام الدورة:

بعد انتهاء المداولات العلمية للمجلس فقد تقرّر أن يكون انعقاد الدورة القادمة بإذن الله تعالى يوم الاثنين 28 شوال إلى الجمعة 3 ذي القعدة 1440هـ (الموافق 1-5 يوليو 2019م)، وذلك في أحد الأقطار الأوروبية، والتي ستحدد لاحقًا إن شاء الله.

والمجلس في ختام دورته يتقدّم بخالص الشكر للأمانة العامة للمجلس وجميع من قام من الإخوة الكرام على العمل لإنجاح هذه الدورة، كما يشكر للجمهورية التركية لتيسيرها سبل انعقاد هذه الدورة على أراضيها ولبلدية استانبول لاستضافتها الكريمة.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق