المسلمون في الغرب

بيان بخصوص الرسوم المسيئة

بيان صحفي من المجلس الاوروبي للإفتاء والبحوث

بخصوص الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم 

في الوقت الذي تداعى فيه المسلمون في أوروبا عبر ممثليهم من المؤسسات والهيئات الثقافية والاجتماعية والعلمية إلى العمل الدؤوب الصادق على الاندماج مع سائر مكوّنات المجتمع، والإسهام الفاعل في مسيرته الحضارية على أساس التعاون والتسامح والتفاهم فوجئوا بما صدرت به جريدة جيلاندبوسطن الدنماركية وتبعتها فيه بعض الصحف في دول أوروبية أخرى  من صوركاريكاتورية تسيء إلى رسول الإسلام محمد r بالغ الإساءة ، وتعتدي بذلك اعتداء فاحشا على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في العالم وعلى عشرات الملايين منهم في أوروبا.

 والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إذ قد تأسّس من أجل إعانة المسلمين بأوروبا على الاندماج الإيجابي في مجتمعهم الأوروبي، وكرّس جهوده كلّها من أجل تلك الغاية متعاونا مع أهل الرأي والحكمة من الأوروبيين فإنّه فوجئ هو الآخربهذا التصرّف المسيء للمسلمين كافّة، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على روح التسامح والتعاون والوئام بين المسلمين والأوروبيين بصفة عامّة، وبين الأوروبيين ومواطنيهم من  المسلمين بصفة خاصّة ؛ ولذلك فإنّ المجلس:  

                                 

1 ـ يرفض بقوّة هذه التصرفات وينكرها ويعتبرها اعتداء على المسلمين وإهانة لهم وجرحا لمشاعرهم، بل هي اعتداء على كلّ المتديّنين مهما اختلفت أديانهم..

2 ـ يؤكّد إيمانه بحرية الصحافة ويدعو إليها ولكنه يعتبر الإساءة إلى الآخرين والاعتداء على مقدساتهم الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل يعتبرها وجها من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدّساته.

3 ـ يعتبر أن هذه التصرفات مناقضة للجهود التي تبذل في سبيل الاندماج الإيجابي الفاعل بين مكونات المجتمع الأوروبي بما فيهم المكون الإسلامي، وهي الجهود التي قام المجلس من أجلها وكرّس كلّ مناشطه فيها بما أصدر من الفتاوى والقرارات والتوجيهات.

4 – كما يعتبرها مناقضة للجهود التي يقوم بها المجلس مع غيره من المراكز والمجامع الفقهية وجمع من كبار الدعاة للتقريب والحوار بين الأديان والحضارات وإزالة أسباب الجفوة والتباغض .

5 ـ يدعو الجهات المسؤولة في أوروبا إلى أن تحمي المسلمين وكلّ المتدينين مما يسيء إليهم وينتهك مشاعرهم.

6 ـ يدعو أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكّرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات لأي دين من الأديان.

7 –يستنكر المجلس التصرفات التي تتصل بالعنف من احراق الكنائس والسفارات والاعتداء على الممتلكات فهذا مما يحرمه الإسلام وينكره العلماء ويسيء إلى المسلمين.

8 ـ يدعو الجهات القانونية المحلية والعالمية إلى إصدار القوانين التي تجرم الإساءة إلى الأديان والاعتداء على المقدسات.

9 ـ يدعو المسلمين في أوروبا إلى التزام الحكمة في الدفاع عن مقدساتهم واتباع السبل القانونية السلمية في ذلك، والابتعاد عن كلّ ما له صلة بالعنف وتجاوز القانون.

 والمجلس إذ يقف هذا الموقف فإنّه يعلن عن تجديد عزمه على العمل الدؤوب من أجل مساعدة المسلمين بأوروبا مواطنين ومقيمين على أن يكونوا مسهمين بإيجابية في تنمية مجتمعهم وإثراء مسيرته الحضارية، وأن لا تزحزحهم مثل هذه التصرّفات الخرقاء عن هذا الهدف العظيم الذي فيه خير جميع الناس من مسلمين وغير مسلمين.

والله وليّ التوفيق

    الأمين العام للمجلس                              رئيس المجلس

             الشيخ حسين حلاوة                       الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي

 

7 محرم 1427 هـ

6 فبراير 2006

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق